Magdy Samuel

تأملات من "سلام وسط الآلام"

  صفات الألم (2)

ثالثاً: متلونة وشاملة (تجارب متنوعة)
إن الهنا مثلما هو غني في أشياء كثيرة، هو غني أيضاً في التجارب.  لديه تجارب بكل الألوان والأنواع.  كلمة متنوعة تأتي في الأصل بمعنى متلونة، ومتلونة بكل الألوان ودرجات الألوان.  فهو يعرف احتياج وطاقة كل منا لذلك يعطي كل شخص اللون المناسب له بالدرجة المناسبة له. 

 من خلال هذه الرسالة وفي كل أصحاح نرى أنواعًا مختلفة ومتعددة من الآلام والتجارب؛ فهناك آلام من يد إلهنا نراها في الأصحاح الأول يقول عنها «لكي تكون تزكية إيمانكم وهي أثمن من الذهب الفاني مع أنه يمتحن بالنار توجد للمدح والكرامة والمجد عند استعلان يسوع المسيح».

وهناك آلام في العمل يذكرها الرسول بطرس في الأصحاح الثاني فيوصينا: «أيها الخدام كونوا خاضعين بكل هيبة للسادة ليس للصالحين المترفقين فقط بل للعنفاء أيضا». وهنا نستطيع أن نستبدل كلمة الخدام بكلمة الموظفين.  نعم العمل مشروع إلهي ولكن لا عمل بدون تعب وألم وظلم.  حتى المؤمنين! نعم.  لذلك يقول الرسول بولس «ولا أكلنا خبزًا مجانًا من أحد بل كنا نشتغل بتعب وكد ليلاً ونهارًا لكي لا نثقل على أحد منكم» (2 تسالونيكي 3: 8).

أما في الأصحاح الثالث فيرينا الرسول بطرس آلامًا في مجال الأسرة بين الزوجات والأزواج، فيوصي الزوجات قائلا: «كذلكنّ أيتها النساء كنّ خاضعات لرجالكنّ، حتى وان كان البعض لا يطيعون الكلمة يربحون بسيرة النساء بدون كلمة». 

بينما في الأصحاح الرابع يتكلم عن آلام من هذا المجتمع وهذا العالم الذي نعيش فيه، فيكتب عنها بالوحي «يستغربون أنكم لستم تركضون معهم إلى فيض هذه الخلاعة عينها مجدفين». 

أما الآلالم الأخيرة وهي آلام من إبليس، يذكرها في الأصحاح الخامس محذراً إيانا؛ «اصحوا واسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمسا من يبتلعه هو».  إنها آلام متنوعة ومتلونه وشاملة كل مجالات الحياة.

رابعاً:  محسوبة وموزونة (تحزنون يسيرا)
عندما يعطي إلهنا آلام، يعطي بحساب.  لذلك يصف الآلام باليسيرة، إنها يسيرة في مدتها وفي قوتها.  فإلهنا يعلم درجة احتمال وإمكانيات كل منا.  لذلك يقول لإيليا «قم وكلْ لأن المسافة كثيرة عليك»  (1 ملوك 19: 7) إنه يعرف بالضبط ما هي قدرة إيليا وأن المسافة أكبر من احتماله.

ما يعزينا أنه عندما يتكلم عن الحزن يقول عنه "حزن يسير" ولكن عندما يتكلم عن الفرح يقول "فرح لا ينطق به ومجيد".  أحبائي، كثيراً عندما نذكر هذه الآية نعتقد أن هذا الفرح الذي لا ينطق به ومجيد سنناله في السماء، ولكن هذا الفرح هو لنا الآن.  لذلك يقول عنه «وإن كنتم لا ترونه الآن لكن تؤمنون به فتبتهجون بفرح لا ينطق به ومجيد» (1 بطرس 1: 7). 

أخي، إنه فرح لا يحد ولا يوصف، لذلك يقول عنه الرسول بطرس "فرح لا ينطق به".  إن هذا الفرح هو لك الآن، بالرغم من كل آلامك وأحزانك، فهو أكبر من ألمك أياً كان وأقوى من تجربتك مهما اشتدت.

مجدي صموئيل