Magdy Samuel

تأملات من "سلام وسط الآلام"

الطاعة والألم
الطاعة علاج الألم
 (3)

ثانيًا: الطاعة تخفف آلامًا كثيرة
إن الطاعة لا تحمينا من آلام كثيرة فقط، بل أيضًا تخفف آلامًا كثيرة؛ فهي التي جعلت بولس يتحمل آلامه بعد أن تضرع إلى الرب ثلاث مرات أن ينزع شوكته وألمه، وكانت إجابة الرب له تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل، أي لن أنزع ألمك لكني سأقويك لتحتمل ألمك.  وعندما خضع وأطاع، استطاع أن يقول: «بكل سرور أفتخر بالحري في ضعفاتي لكي تحل عليَّ قوة المسيح» (2 كورنثوس 12: 8، 9).   ومن هنا نرى انه لم يحتمل الألم فقط، لكنه احتمل الألم بسرور، بل والأكثر من ذلك أنه افتخر بالألم والضعف.

ما أصعب الآلام التي عاشها الرسول بولس، إذ يقول عنها: «كنا مكتئبين في كل شيء.  من خارج خصومات.  من داخل مخاوف لكن الله الذي يعزي المتضعين عزانا» (2 كورنثوس 7: 5، 6).  ولكن بالرغم من شدة وكثرة هذه الآلام استطاع أن يتعزى، كيف؟!  لأنه اتضع، فقد قال الله الذي يعزي المتضعين وليس الله الذي يعزي المؤمنين. إن الشرط الوحيد للعزاء هو التواضع.

أخي، قد تكون مؤمنًا لكنك لست متعزيًا.  دعني أقل لك إنك تحتاج أن تتواضع وتطيع لكي تتعزى.  يكتب الرسول بطرس أيضًا «تواضعوا تحت يد الله القوية لكي يرفعكم في حينه» (1 بطرس 5: 6)، ولم يكتب فوق يد الله الرحيمة.  فنحن تحتاج أن نتواضع ونخضع تحت يد الله محتملين الآلام أولاً، ثم يرفعنا الله بيده الرحيمة.

كثيرًا ما نرفض ظروفنا وتأديب القدير ومعاملاته معنا، فنرفض أن نقبل أو أن نسلم؛ وقد نسأل الرب كما فعل أيوب «فهمني لماذا تخاصمني» (أيوب 10: 2).  إن طريق الشفاء من آلامنا يبدأ بقبولنا معاملات الله معنا وبقبولنا وضعنا، وما نحن عليه الآن، وما سمح به الرب لنا من ألم بحسب مشيئته.  فلنستودع أنفسنا لديه ولا نرفض التعزية كمن قال: «أبت نفسي التعزية» (مزمور 77: 2)، بل نتواضع أمامه ونسمح له أن يعزينا. 

مجدي صموئيل