Magdy Samuel

تأملات من "سلام وسط الآلام"

لنتعلم كيف نعيش الطاعة (4)

ثالثًا: التأديب الأبوي ومخافة الرب (2)
لقد تكلم الرب كثيرًا عن التأديب، فقد قال: يا ابني لا تحتقر تأديب الرب ولا تخر إذا وبخك.  لأن الذي يحبه الرب يؤدبه ويجلد كل ابن يقبله.  إن كنتم تحتملون التأديب يعاملكم الله كالبنين.  فأي ابن لا يؤدبه أبوه.  ولكن إن كنتم بلا تأديب قد صار الجميع شركاء فيه فأنتم نغول لا بنون.  ثم قد كان لنا آباء أجسادنا مؤدبين وكنا نهابهم.  أفلا نخضع بالأولى جدًا لأبي الأرواح فنحيا.  لأن أولئك أدبونا أيامًا قليلة حسب استحسانهم.  وأما هذا فلأجل المنفعة لكي نشترك في قداسته» (عبرانيين 12: 5 – 10). 

ويقول أيضًا في سفر الأمثال:
«من يمنع عصاه يمقت ابنه ومن أحبه يطلب له التأديب» (أمثال 13: 24). 
العصا والتوبيخ يعطيان حكمة والصبي المطلق إلى هواه يخجل أمه» (أمثال 29: 15). 
«الابن الحكيم يسرّ أباه والابن الجاهل حزن أمه» (أمثال 10: 1). 
كما يقول أيضًا «الجهالة مرتبطة بقلب الولد.  عصا التأديب تبعدها عنه» (أمثال 22: 15).  وهذا يعني اننا بالطبيعة عصاة ولا نقبل ما لروح الله.  «الإنسان الطبيعي لا يقبل ما لروح الله لأنه عنده جهالة» (1 كورنثوس 2: 14).  كيف يبعد الرب الجهالة عنا؟! إنه يستعمل أمور حياتنا اليومية ليضيّق علينا، فنؤدب ونطيع. 

متي أطاع يعقوب؟! لقد طلب منه الرب أن يعتزل ويذهب إلى بيت إيل، إلا أنه رفض وتمسك بالعالم حتى إنه نقل خيامه ولم يرجع إلى بيت إيل.  ولكن بعدما تعرض لضغوطات كثيرة نجده حالاً يخضع ويصعد إلى بيت إيل. وأيضًا كيف أطاع يونان؟! لقد ارتضى أن يُرمى في البحر على أن يطيع أمر إلهه؛ لكن إلهه لم يتركه فأعد له حوتًا ليعلمه الطاعة، لذلك يصرخ قائلاً «من ضيقي دعوت الرب»، وعندئذ تعلم الصلاة وتعلم الخضوع والرجوع للرب. 

قد يسمح الرب بالألم وقد يؤجل أمرًا ما أو يحرمنا من شيئ ما، دعنا نتذكر أنه أبونا السماوي وأنه إن كان يؤدبنا، إلا إن غرضه هو خيرنا.  لذلك يقول «كل تأديب في الحاضر لا يرى أنه للفرح بل للحزن.  وأما أخيرًا فيعطي الذين يتدربون به ثمر بر للسلام» (عبرانيين 12: 11).  ودعنا نتذكر أيضًا أن إلهنا يقدر مخافتنا له ويكافئنا عليها؛ فقد كافأ الرب إبراهيم لأنه يخافه.  «لا تمد يدك إلى الغلام ولا تفعل به شيئا.  لأني الآن علمت انك خائف الله فلم تمسك ابنك وحيدك عني» (تكوين 22: 12).

أخي، إن كنا نريد أن نختبر العلاقة الصحيحة مع الله، فلابد أن نأخذ موقف أولاد الطاعة، ليس فقط مع الأب المحب الذي يرعى والذي يفدي، لكن أولاد الطاعة مع أب القداسة.

مجدي صموئيل