Magdy Samuel

تأملات من "سلام وسط الآلام"

تدريب عملي لمشجعات وقت الألم
التدريب الأول: ثق في الفدية الإلهية
"دم كريم"

«عالمين أنكم افتديتم لا بأشياء تفنى بفضة أو ذهب من سيرتكم الباطلة التي تقلدتموها من الآباء بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح» (1 بطرس 1: 18، 19).

نعم نحن نتعامل مع الله المهوب القدوس الذي لا يحابي بالوجوه والذي يتعامل معنا على حسب عمل كل واحد،؛ لكننا يجب ألا ننسى أن هذا الإله قد افتدانا لا بأشياء تفني من فضة أو ذهب، بل بدمه الكريم.  «كريمة هي فدية نفوسهم» (مزمور 49: 8). 

المؤمن الذي أدرك واختبر عمل الفداء يثق أنه وإن كان الله قد أحبنا ونحن خطاة، حتى بذل ابنه الوحيد من أجلنا، حتمًا يهتم بتفاصيل حياتنا واحتياجاتنا بعد أن صرنا أولاده المبررين بدم أبنه!  «الله بيّن محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا.  فبالأولى كثيرًا ونحن متبرّرون الآن بدمه نخلص به من الغضب.

لأنه إن كنا ونحن أعداء قد صولحنا مع الله بموت ابنه فبالأولى كثيرا ونحن مصالحون نخلص بحياته» (رومية 5: 8 – 10).  ما يطمئننا ونحن نتوجع ونتألم وسط الضيقات والصعوبات والمخاوف من زلازل وأوبئة ومجاعات واضطهادات وغيرها هو فداء المسيح لنا بدمه الكريم.

لم تكن بيوت شعب الله أفضل أو أقوي من بيوت المصريين، بل على العكس، ربما كانت أصغر وأضعف وأفقر.  ولم يكن لديهم ما يطمئنهم من قوة أو قدرة أو أي شيء ملموس، لكن ما طمأنهم هو الوعد: "أرى الدم وأعبر عنكم."
«ويكون لكم الدم علامة على البيوت التي أنتم فيها.   فأرى الدم وأعبر عنكم.   فلا يكون عليكم ضربة للهلاك حين أضرب أرض مصر» (خروج 12: 13). 

إن سبب سلامنا وسط آلام الزمان الحاضر ليس الوعد "لا يكون عليكم ضربة" بل "لا يكون عليكم ضربة للهلاك".  نعم هناك ضربات لأنه كثيرة هي بلايا الصديق، ولكن من جميعها ينجيه الرب.  قد نتألم ونتوجع ، لكننا نعيش حياة السلام وسط الآلام.  فما هو أكثر شيء يقلق البشر؟!  إنه الموت. 

أما نحن فمطمئنون من جهة هذا الأمر، فالموت لا يرعبنا.  «لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد وبعد ذلك ليس لهم ما يفعلون أكثر»    (لوقا 12: 4).  فبموت المسيح وفدائه لنا أبطل الموت وأنار لنا الحياة والخلود. 
أخي، من اطمأن على حساب الدم المسفوك، حتى الموت لم يعد بالنسبة له خسارة أو نهاية، لكنه يستطيع أن يقول «لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح» (فيلبي 1: 21).

مجدي صموئيل