Magdy Samuel

تأملات من "سلام وسط الآلام"

التدريب الأول: ثق في الفدية الإلهية
"دم كريم" (2)

إن سلامنا وقت الألم مؤسس على رجاء؛ ورجاؤنا ليس فقط في سفك دم المسيح لأجلنا، فما أشقانا إن كنا وضعنا رجاءنا في موت المسيح دون قيامته.  لذلك يكتب الرسول في بداية الرسالة «مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حيّ بقيامة يسوع المسيح من الأموات.»  ثم يكتب أيضًا «أنتم الذين به تؤمنون بالله الذي أقامه من الأموات وأعطاه مجدًا حتى إن إيمانكم ورجاءكم هما في الله» (1 بطرس 1: 3، 21).  ففداؤنا مبني ليس فقط على موت المسيح وسفك دمه لأجلنا، لكنه مبني على قيامة المسيح لأجلنا أيضًا.  إننا نثق أنه «أسلم من اجل خطايانا وأقيم لأجل تبريرنا» (رومية 4: 25).

الفداء يعني أيضًا الشراء والملكية «وهو مات لأجل الجميع كي يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم بل للذي مات لأجلهم وقام» (2 كورنثوس 5: 15).  نحن الآن لسنا لأنفسنا، لذلك إن أعطى الرب أو إن أخذ، نستطيع أن نقول كما قال أيوب «الرب أعطى والرب أخذ فليكن اسم الرب مباركًا» (أيوب 1: 21).  إن أكثر ما يجعلنا نحزن ونكتئب عند خسارة أو فقدان شيء ما، هو شعورنا أننا امتلكنا شيئًا ثم خسرناه؛ ولكن عندما يعلم ويتيقن المؤمن أنه اُشترى بثمن، وأنه وكل ما له ليس لنفسه بل للذي اشتراه، لا يحزن، فهو لم يمتلك شيئًا ليفقده. 

إن حياتنا هاهنا إن طالت أو إن قصرت هي سنين غربة، قد دفع ثمنها واشتراها إلهنا بدمه الكريم؛ لذلك هو من له الحق أن يفعل بها ما يحسن في عينيه.

أخي، إن كنا قد وضعنا حياتنا وبيوتنا وعائلاتنا تحت حماية الدم لا نخاف، بل نطمئن ونثق أن كل ما يحدث هو لخيرنا، حتى وإن كنا نرى أمورًا لا تسير كما يحسن في أعيننا.  لأن من تألم على الصليب ومات وفدى من ابغضوه وعادوه، حتمًا سيرعى ويحمي وينقذ من فداهم.

مجدي صموئيل