Magdy Samuel

تأملات من "سلام وسط الآلام"

التدريب الثاني: اخضع للكلمة النبوية
"حق سليم"

«طهّروا نفوسكم في طاعة الحق بالروح» (1 بطرس 1: 22).
كثيرًا ما لا يغير الرب ظروفنا، لكنه يستعمل كلمته كعلاج لآلامنا.  لذلك يقول المرنم في مزمور 107 «كرهت أنفسهم كل طعام واقتربوا إلى أبواب الموت.  فصرخوا إلى الرب في ضيقهم فخلّصهم من شدائدهم».  ثم يذكر في العدد التالي شيئًا غريبًا، إذ يصف كيف خلصهم قائلاً: «أرسل كلمته فشفاهم ونجاهم من تهلكاتهم» (مزمور 107: 18 – 20).

إن كلمة الله تبني، تشجع، تشبع، تعزي، لكنها أيضًا تشفي.  كلمة الله هي الماء الذي يطهر جراحنا.  «أحب المسيح أيضًا الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها.  لكي يقدسها مطهرًا إياها بغسل الماء بالكلمة» (أفسس 5: 25، 26).  إن دواءنا وقت الألم ليس فقط الدم الكريم بل أيضًا الحق السليم.  كلمة الله تعالج آلامنا وجراحنا؛  فهي تغسل وتطهر أذهاننا من أفكار العالم وأفكار إبليس وحواراته الداخلية المريرة. 

يجب أن نتعامل مع المكتوب بكل دقة، فإذا نظرنا إلى الفعل في هذه الآية سنجده "طهروا" وليس "اسمعوا الحق".  إن كلمة الله لا نسمعها فقط بل نتطهر بها.  إنها مسئوليتنا نحن أن نتطهر، أي أن  نخضع أذهاننا لكلمة الله ونسمح لها أن تغير أفكارنا وطريقة تفكيرنا.  يتكلم الكتاب سبع مرات عن المسئولية الفردية من جهة هذا الأمر.  نعم ينبوع التطهير موجود وكلمة الله متوفرة في كل مكان، ولكن هناك من يسمعها فقط دون أن يستفيد منها.  أحيانًا كثيرة نطلب من الرب أن يعزينا، وكثيرًا ما نسمع كلمة الله، ولكننا لا نتعزى ولا نفرح، فنحن لم نطع الأمر الإلهي "طهروا".

أخي، عندما تمتلئ بالجروح اذهب لتطهرها بكلمة الحق.  اذهب لكمة الله ودعها أولاً تطهر ذهنك وفكرك من أسلوب تفكير العالم ومن كل أفكار إبليس.
يكتب الرسول بطرس طهروا نفوسكم في طاعة الحق؛ فالحق نتطهر به لكننا أيضًا نطيعه؛ لذلك لم يكتب طهروا نفوسكم في سماع الحق.  كثيرًا ما نعتقد أنه بكثرة حضور الاجتماعات وبكثرة ترديد الآيات ستشفي جراحنا.  يتكلم داود عن كلمة الله قائلاً:  «أيضا عبدك يحذّر بها وفي حفظها ثواب عظيم» (مزمور 19: 11).  وهنا حفظها تعني طاعتها وليس فقط حفظها غيابيًا. 

أحبائي، إننا لا نشفي بمجرد سماع كلمة الله أو حفظها غيابيًا، فالحق ليس له أية فائدة إن تلذذنا فقط بسماعه ولم نطعه.  كذلك كلمة الله بدون روح الله ليس لها فاعلية أو تأثير.  نحن لا نستطيع أن نتطهر بدون روح الله، فنحن بالطبيعة نميل إلى التمرد.   لذلك يكمل الرسول بطرس قائلاً:  «طهّروا نفوسكم في طاعة الحق بالروح»، فروح الله القدوس هو الذي يرشدنا ويقودنا ويساعدنا على الطاعة والتطهير.

أخي، تذكر أن كلمة الله، نتطهر بها وليس نسمعها فقط، نطيعها وليس نحفظها غيبيًا فقط، نتطهر بها ونطيعها بالروح القدس.

مجدي صموئيل