Magdy Samuel

تأملات من "كتاب ممن أخاف"

الباب الثاني: 2

مثال من الكتاب

نوح وفلك النجاة (تكوين6-9)


رأى الرب أن شر الإنسان قد كثر، وقال لنوح «نهاية كل بشر قد أتت أمامي».  ولكن قبل أن يسمح الرب بانفجار ينابيع الغمر العظيم ونزول المطر والطوفان على الأرض، كان قد رتّب وسيلة النجاة لنوح.  فقد قال له «اصنع لنفسك فلكًا» (تكوين6: 14).  ثم قال له «ادخل أنت وجميع بيتك إلى الفلك» (تكوين7: 1). 
وهنا نرى أن الرب لم يمنع المطر والطوفان عن الأرض، ولكنه دبّر فلك النجاة لنوح وبيته.  فبدلاً من أن تسقط أمطار الطوفان على نوح، سقطت على الفلك ونجا نوح وبيته من خطر الدينونة.  وعندما أرسل الحمامة من الفلك، رجعت إليه بورقة الزيتون في فمها، معلنة انتهاء الغضب وبداية السلام.


وهكذا عزيزي القارئ، الغضب الإلهي قادم لا محالة، كما أن بواكير الغضب نراها في السحب من حولنا الآن.  ولكن شكرًا للرب من كل القلب.  فالمسيح هو فلك النجاة، وبعمله على الصليب احتمل كل دينونتنا.  كما وعد أن ينقذنا من الغضب الآتي.  هذه بشرى سارة لكل من احتمى في ذبيحة المسيح ولكل مَن يُقبِل إليه الآن ليحتمي فيه. 


عندما عبرت مياه الغضب والفيضان على فلك النجاة في أيام نوح، ظهر بعدها قوس قزح في السماء، عهدًا مباركًا بين الله والإنسان.  وقال الله «وضعت قوسي في السحاب فتكون علامة ميثاق بيني وبين الأرض.  فيكون متى أنشر سحابًا على الأرض وتظهر القوس في السحاب.  أني أذكر ميثاقي الذي بيني وبينكم وبين كل نفس حيّة في كل جسد.  فلا تكون أيضا المياه طوفانًا لتهلك كل ذي جسد» (تكوين9: 13–15).  إن هذا القوس (مظلة نورانية) في السماء كان يطمئن نوح أنه لا طوفان بعد اليوم ولا دينونة عليه بعد الآن.هكذا دم المسيح، علامة العهد الجديد، يعلن لنا عبور الدينونة ونجاة نفوسنا

 

لاحظ أن آدم، في الفصل السابق، يعاني من الخوف لثلاثة أسباب: المذنوبية أمام الله، والرفض من الله، وانتظار عقاب الله؛ ولكن كفارة المسيح تقهر هذه المخاوف الثلاثة.  فبعمل المسيح:
تمتعنا بالتبرير ونلنا غفران الله، «الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا» (أفسس1: 7). 
صرنا مقبولين أمام الله، «أعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله» (يوحنا1: 12). 
عبرت عنا دينونة الله، «ولن أذكر خطاياهم وتعدياتهم في ما بعد» (عبرانيين10: 17).


هل تريد أن تتمتع بالسلام الأول، داخل الفلك، بعيدًا عن الخطر الأول: مطر الدينونة؟
تعال إليه الآن واطلب بإيمان أن تحتمي في شخصه وعمله، فهو فلك النجاة.

 


خلاصات عملية

 تأكد أن المصدر الأول لمخاوفك، هو الخوف من الله.  وأنه لا يمكنك أن تقهر الخوف بدون أن تكون قد تمتعت بالولادة من الله وصرت ابنًا له.  فإن كنت لم تتمتع بهذه البنوة حتى الآن، اترك هذا الكتاب قليلاً، وارفع قلبك إلى الله أو انحني على ركبتيك، متضرعًا إليه، قائلاً «اللهم ارحمني أنا الخاطئ» (لوقا 18: 13)؛ فتتمتع بخلاصه العظيم وسلامه العجيب.


 اعرف أنه لا يوجد شيء يمنعك من التمتع بسلام الله العجيب قدر الخطية والسقوط.  فلقد حُرِم آدم من السلام حين أخطأ وسقط.  واعرف أن الطريق الوحيد لرجوع السلام لقلبك هو الاعتراف والتوبة.  لأنه «من يكتم خطاياه لا ينجح ومن يُقرّ بها ويتركها يرحم» (أمثال28: 13).  و«إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم» (1يوحنا1: 9).


 اعرف كمؤمن أنك صرت أبنًا عزيزًا غاليًا على قلب أبيك السماوي، وأنك لم تعُد مجرمًا يستحق العقاب، بل ابنًا يتمتع بالرضا والعناية.  ذكِّر نفسك كل يوم أنك ابن لله.  واختبر في كل يوم أنك على قلبه عزيز.  «صرت عزيزًا في عينيَّ مكرّمًا وأنا قد أحببتك» (إشعياء43: 4).


 اعرف أنه من حقك أن تقهر الخوف من الموت؛ فلهذا مات المسيح لأجلك.  «إذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم، اشترك هو أيضًا كذلك فيهما.  لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت...  ويعتق أولئك الذين خوفًا من الموت كانوا جميعًا كل حياتهم تحت العبودية» (عبرانيين2: 14، 15).


 اعرف أن عمل الصليب هو سر سلامك، ليس فقط من جهة الخطية والدينونة، ولكن في كل ظروف حياتك.  فعندما تخاف من أي شيء، اهتف قائلاً الله «الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين، كيف لا يهبنا أيضًا معه كل شيء» (رومية8: 32).

 

ذكِّر نفسك كل يوم أنك ابن لله، واختبر في كل يوم أنك على قلبه عزيز

مجدي صموئيل