Magdy Samuel

تأملات من "كتاب ممن أخاف"

الباب الثاني: 5

الوسيلة الثالثة:

الصخرة

”الرعاية الإلهية“


«على صخرة يرفعني» (مزمور27: 5)
وسط ارتفاع الأنهار واضطراب العالم من حولنا، وسط ضغوط الحياة، وشر الناس، واضطراب الأوضاع سياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا، فإن الرب يرعانا ويرفعنا فوق الظروف والأحداث، كما فعل مع الفتيه وسط الأتون، ودانيآل في جب الأسود، ويوسف داخل السجن.


  فالرب قد لا يغيّر الظروف ولكنه يرفعنا فوق الظروف.  فالظروف تتغير وتتبدل، ولكن الرب أقوى من الظروف، ولا يعتريه تغيير ولا ظل دوران. 
ولهذا يقول بولس الرسول «من سيفصلنا عن محبة المسيح. أشدة أم ضيق أم اضطهاد أم جوع أم عري أم خطر أم سيف...... ولكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا» (رومية8: 35، 37). 

 

كما يوضح حبقوق هذا حينما لم يخَفْ من تغير الظروف قائلاً: «فمع أنه لا يزهر التين، ولا يكون حملٌ في الكروم، يكذب عمل الزيتونه، والحقول لا تصنع طعامًا، ينقطع الغنم من الحظيرة، ولا بقر في المذاود؛ فإنّي أبتهج بالرب وأفرح بإله خلاصي».  لماذا؟!  لأن «الرب السيد قوتي ويجعل قدمي كالأيائل ويمشيني على مرتفعاتي» (حبقوق 3: 17-19).

 

الرب لن يمنع اضطراب الأنهار، لكنه وعد قائلاً: «لا تخف لأني فديتك.  دعوتك باسمك. أنت لي.  إذا اجتزت في المياه فأنا معك، وفي الأنهار فلا تغمرك» (إشعياء 43: 1، 2).  هنا نرى أن الرب لم يمنع المياه والأنهار ولكنه وعد بأمرين عظيمين: 
            أولاً: أنه معنا في المياه والأنهار (اضطراب الظروف) ولن يتركنا بمفردنا.  
            ثانيًا: إن هذه الأنهار لن تغمرنا مهما علت وارتفعت أمواجها، أي لن نغرق أبدًا

 

لقد تغنّى موسى برعاية الرب لنا قائلاً في نشيده الخالد في تثنية 32: «أعطوا عظمة لإلهنا.  هو الصخر الكامل صنيعه».  كذلك يفرح داود بعناية الرب قائلاً: «أصعدني من جب الهلاك من طين الحمأة وأقام على صخرة رجلي ثبت خطواتي» (مزمور40: 2).

 

وهكذا عزيزي القارئ
عندما تتغير الظروف من حولك، ويتسرب الخوف لقلبك، تمسّك بإيمان بوعد الراعي العظيم، أنه لن يتركك ولن يهملك.  فهو العليّ المتسلط في مملكة الناس وهو الصخر الكامل صنيعه.

الرب لم يعدنا بحياة خالية من الضيق، لكنه وعد أن يكون معنا في الضيق

مجدي صموئيل