Magdy Samuel

تأملات من "كتاب ممن أخاف"

الباب الثالث: 5

الرب يضُمني
”صلاة الاحتواء“


«أبي وأمي قد تركاني والرب يضُمني» (مزمور27: 10)


إن العلاج الثاني الذي يفعله الرب معنا هو أنه يضمّنا
في عالم اليوم حيث الوحدة، والفردية، والأنانية، وتمركز كل إنسان حول نفسه، وازدياد المشغولية، وقلة الوقت، وانحسار المحبة، وتفكك العائلة؛ قد لا يوجد من يعطيك الدعم العاطفي.  وقد يغيب الآباء أو الأمهات مكانيًا أو عاطفيًا.  عندما تجف المصادر الطبيعية للمحبة والاحتواء يوجد الرب الذي يضُمنا.  فهو المحب الألزق من الأخ.
قد نُترك من الأهل أو الأسرة والأصدقاء؛ بسبب السفر أو الهجرة أو البعد المكاني أو بسبب المشكلات العائلية والضعف البشرى، لكن لا يمكن أن نُترك من الرب، الذي لا يسمعنا فقط لكنه يضمّنا أيضًا.

في محضر الرب تختبرالاحتواء الإلهي :

لأفكارك المشتَّتة
ومشاعرك المضطربة
وإرادتك المرتخية؛
عندما يعلن الرب حضوره وسلطانه وقوته لك.

إن معاملات التعزية الإلهية، بالروح القدوس، في محضره، تجمع شتات ذهنك وعواطفك وإرادتك، وتبدِّد غيوم القلق والخوف. 

فعندما خاف جدعون وموسى وإرميا من عظمة مسئولياتهم وقلة إمكانياتهم كان الرد الإلهي واحد للثلاثة: «إنى أكون معك».
«لا تخف لأني معك.  لا تتلفت لأني إلهك.  قد أيّدتك وأعنتك وعضدتك بيمين برى... لأني أنا الرب إلهك، المُمسك بيمينك، القائل لك: لا تخف أنا أُعينك» (إشعياء41: 10، 13). 
انظر لقوة الكلمات ”التأييد.. التعضيد.. المعونة“. 

إن معيّة الرب لنا والمستمرة معنا تجعلنا نطمئن.  «أيضًا إذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرًّا لأنك أنت معي.  عصاك وعكازك هما يعزيانني» (مزمور23: 4).
إذًا
«فلنتقدم بثقة إلى عرش النعمة لكي ننال رحمة ونجد نعمة عونًا في حينه» (عبرانيين4: 16). 
عندئذ تختبر المعيّة الإلهية والضمّ الإلهي لك في محضره.

انظر إلى غلام اليشع عندما خاف واضطرب وارتعد، إذ رأى الخيل والمركبات الحديدية.  ماذا فعل رجل الله اليشع؟  قال له «لا تخف لأن الذين معنا أكثر من الذين معهم» (2ملوك6: 16)، وصلّى لأجله لكي يفتح الرب عينيه وبصيرته؛ فنظر ورأى الجبل مملوء خيلاً ومركبات نار حول اليشع.  فاستطاع أن يختبر
«إن كان الله معنا فمن علينا» (رومية8: 31).

 

عنما تجِف ينابيع المحبة البشرية، ارتمِ في أحضان المحبة الإلهية.

 

مجدي صموئيل