Magdy Samuel

تأملات من "كتاب ممن أخاف"

الباب الثالث: 6

التدريب الثاني

اختبار المحبة الإلهية والاحتواء الإلهي

إن اختباري الأكيد لمحبة الرب واتكالي الشديد على شخص الرب، أعظم علاج لمشاعر القلق والخوف.

لأن محبة الرب تستطيع طرح الخوف إلى خارج.  «لا خوف في المحبة، بل المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج.  لأن الخوف له عذاب، وأما من خاف فلم يتكمل في المحبة» (1يوحنا4: 18). 

وهذا ما جعل الرسول بولس يطمئن من جهة كل ظروف الحياة قائلاً: «من سيفصلنا عن محبة المسيح.  أ شدة أم ضيق أم اضطهاد أم جوع أم عرى أم خطر أم سيف.  ... ولكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا.  فإني متيقن أنه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة ولا علو و لا عمق ولا خليقة أخرى تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا» (رومية8: 35–39).

تعرّض داود لمخاوف كثيرة في حياته، فقد عاش سنوات طويلة من عمره هاربًا ومطاردًا ومطلوبًا للقتل، حتى أنه قال: «يا رب ما أكثر مُضايقيَّ.  كثيرون قائمون عليَّ» (مزمور3: 1).  ومع كل هذا يقول في مزمور 4: 8 «بسلامةٍ أضطجع بل أيضًا أنام»!  كيف تضطجع يا داود؟ بل كيف تنام وأنت تفترش العراء وتبيت في مغارة؟! 

فهناك الكثيرون يضطجعون على الفراش للنوم، ولكنهم لا يستطيعون النوم!  يفسر داود سِرّ سلامه ونومه مطمئنًا بقوله: «لأنك أنت يا رب منفردًا في طمأنينة تسكنني».
فلقد اختبر داود حضور الرب ومعيته والاحتواء الإلهي له وقت ضعفه وخوفه.  ولهذا هتف حينما هرب من وجه أبشالوم ابنه قائلاً: «أنا اضطجعت ونمت.  استيقظت لأن الرب يعضدني.  لا أخاف من ربوات الشعوب المصطفين عليَّ من حولي» (مزمور3: 5، 6).

أخي القارئ،
هناك من يسكنون في قصور فخمة حصينة، ولكنهم لا يتمتعون بالطمأنينة. 
وهناك من يسكنون في أكواخ بسيطة لكنهم يتمتعون بالأمن والسكينة؛
لأن «الساكن في ستر العلي في ظل القدير يبيت».


لذلك في كل ظروف حياتك اطلب من الرب أن يجعلك تختبر وعده لبنيامين الصغير ولكل أحبائه: «حبيب الرب يسكن لديه آمنًا  يستره طول النهار وبين منكبيه يسكن» (تثية33: 12).

إن التدريب الثاني هو اختبار المحبة الإلهية والاحتواء الإلهي.
في صلاة الاحتواء، ”الرب يضُمني“ تختبر ثلاث أمور عظيمة:


أولاً: تختبر معيّة الرب معك، وحضوره ووجوده في كل ظروف حياتك.  وتسمع صوته قائلاً لك: «لا تخف لأني معك، لا تتلفت لأني إلهك» (إشعياء41: 10).  فتهتف قائلاً: «أيضًا إذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرًا لأنك أنت معي» (مز23: 4). 

ثانيًا: تختبر محبة الرب وحنانه ورعايته لك وقت خوفك.  وعندما تقول ”قد تركني الرب وسيدي نسيني“، تسمع صوته قائلاً لك: «هل تنسى المرأة رضيعها فلا ترحم ابن بطنها؟  حتى هؤلاء ينسين وأنا لا أنساكِ.  هوذا على كفيَّ نَقَشتُكِ.  أسوارك أمامي دائمًا» (إشعياء49: 14–16).  فتشدو مع العروس قائلاً: «شماله تحت رأسي ويمينه تعانقني» (نشيد2: 6).

ثالثًا: تختبر سلطان الرب وقوته وذراعيه القوية.  فعندما تشعر بضعفك وحيرتك وقلة حيلتك، تختبر وعد الرب: «هوذا السيد الرب بقوة يأتي وذراعه تحكم له... كراعٍ يرعى قطيعه.  بذراعه يجمع الحملان وفي حضنه يحملها ويقود المرضعات» (إشعياء40: 10، 11).  فتُغنّي مع المرنم قائلاَ: «التصقت نفسي بك يمينك تعضدني» (مزمور63: 8).

 

مجدي صموئيل