Magdy Samuel

تأملات من "كتاب ممن أخاف"

الباب الثالث: 7

مثال من الكتاب لصلاة الاحتواء
يعقوب الأخ المطارد (تكوين 32)

 

عندما رجع الرسل إلى يعقوب قائلين: أتينا إلى أخيك عيسو وهو أيضا قادم للقائك وأربع مئة رجل معه، يقول الكتاب: خاف يعقوب جدا وضاق به الأمر.  حتى أنه صرخ إلى الرب قائلا: "يا إله أبي إبراهيم وإله أبي إسحق الرب الذي قال لي ارجع إلى أرضك وإلى عشيرتك فأحسن إليك.  صغير أنا عن جميع الطافك وجميع الأمانة التي صنعت إلى عبدك… نجني من يد أخي عيسو لأني خائف منه أن يأتي ويضربني الأم مع البنين" .  ثم يقول الكتاب: أنه قام في تلك الليلة وأخذ امرأتيه وجاريتيه وأولاده الأحد عشر وعبر مخاضة يبوق وأجازهم الوادي وأجاز كل ما كان له فبقي يعقوب وحده.

في تلك الليلة العصيبة شعر يعقوب بالوحدة القاسية والضعف الشديد والخوف من الغد المجهول.  فهو متروك من أبيه وأمه، وهارب من خاله لابان ومطارد من أخيه عيسو، ولا يدري ماذا يفعل!؟
فماذا كان العلاج الإلهي ليعقوب الأخ المطارد!؟  في تلك الليلة لم يظل يعقوب وحده بل أتى إليه الرب نفسه وصارعه إنسان حتى طلوع الفجر.  ولما رأى أنه لا يقدر عليه ضرب حق فخذه (اتكاله على قوته البشرية).  حينئذً باركه وغير أسمه إلى إسرائيل (أمير الله).  ففي هذه الليلة تمتع يعقوب بالاحتواء الإلهي والضم الإلهي له "فدعي اسم المكان فنيئيل.  قائلا لأنّي نظرت الله وجهاً لوجه ونُجيّت نفسي".

عندما نتأمل صلاة يعقوب وطلبه من الرب أن يحفظه وينجيه، نجده لم يعتمد على استحقاقه البشري، ولكنه أتكل علي مواعيد الرب له، حين قال: وأنت قد قلت أني أحسن إليك.  لأن معية الرب معنا تعتمد على أمانة الرب لمواعيده وليس على استحقاقنا البشري.  فهو القائل: "لأني أنا الرب لا أتغير فأنتم يا بني يعقوب لم تفنوا" (ملاخي 3: 6).

 

أخي القارئ عندما تشعر أنك ضعيف، ومتروك، هارب ومطارد، وعندما تبقي وحيدا، ثق أن الله معك وأنه لن يتركك ولن يهملك.  ربما يكسر الرب إرادتك الذاتية ويخلع مصدر قوتك، لكنه سيأخذ منك قوتك البشرية ويعطيك قوته الإلهية.  فقد سار يعقوب يخمع أي يحمل رجله لكي يسير، ولكنه تمتع بالرب الذي يضمه ويحمله طول الطريق.  تعلق بالرب وتمتع باحتواءه لك.  فهو القائل لأنه تعلق بي أنجيه أرفعه لأنه عرف أسمي.  وكما كان مع يعقوب يكون معك، لأنه قال طوبى لمن إله يعقوب معينه.

 

مجدي صموئيل