Magdy Samuel

تأملات من "كتاب ممن أخاف"

الباب الرابع: 2

المخاوف الرئيسية
أولاً: رعب الموت (ملك الأهوال – أيوب 18: 14)

لماذا الخوف من الموت؟
هناك ثلاثة أسباب تجعل الإنسان يخاف ويرتعب من الموت
1- الموت خسارة ونهاية للحياة ولكل شيء (خسارة الموت)
2- الموت آلام مبرحة جسديًا ونفسيًا (آلام الموت)
3- الموت غموض وجهل لما بعده (غموض الموت)

لا توجد فلسفة أو قوة تجعل الإنسان يستطيع أن يقهر رعب الموت إلا الإيمان المسيحي.

بولس يقهر رعب الموت
عندما أعلن الروح القدوس أن وُثقًا وشدائد تنتظر بولس، وأن اليهود سيسلّمونه إلى أيدي الأمم (أعمال20، 21)، وعندما حزن المؤمنين على ذلك وطلبوا منه عدم الذهاب إلى هناك، قال لهم «ماذا تفعلون، تبكون وتكسرون قلبي، لأني مستعد ليس أن أُربط فقط بل أن أموت أيضًا ... لأجل اسم الرب يسوع» (أعمال21: 13).  كما قال «لست أحتسب لشيء ولا نفسي ثمينة عندي، حتى أتمِّم بفرح سعيي والخدمة التي أخذتها من الرب يسوع لأشهد ببشارة نعمة الله» (أعمال20: 24).

ولكن كيف استطاع بولس أن يقهر رعب الموت؟ 
لقد استطاع بالإيمان المسيحي أن يقهر الأسباب الثلاثة لرعب الموت.

أولاً: خسارة الموت
لقد أدرك أن الموت ليس خسارة، بل ربح عظيم.  فقد قال «ليَّ الحياة هي المسيح والموت هو ربح» (فيلبي1: 21).  فالموت للمؤمن ليس نهاية لكل شيء، بل بداية لحياة أعظم وأمجد.

ثانيًا: آلام الموت والانتقال
لقد أدرك أن الموت في المسيحية ما هو إلا رقاد ونوم «لعازر حبيبنا قد نام» (يوحنا11:11).  فالمسيح أبطل الموت (نزع شوكته) «ابتُلع الموت إلى غلبة.  أين شوكتك يا موت؟ وأين غلبتك يا هاوية؟» (1كورنثوس15: 55).  كما قال الرسول بولس عن الراقدين «الراقدون بيسوع» (1تسالونيكي4: 14).  فكلمة الله تعلن أن المسيح نفسه هو المسئول عن انتقال أرواحنا.  وأيضًا لا توجد في كلمة الله أن عزرائيل هو قابض أرواح البشر.

لقد رأى بولس بعينه استشهاد استفانوس، وسمعه وهو يُرجَم بالحجارة، يصلي قائلاً: «أيها الرب يسوع أقبل روحي» (أعمال7: 59). وكان وجهه يلمع كملاك.  فكيف يخاف من آلام الموت والرب معه.  «أيضًا إذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرًّا لأنك أنت معي» (مزمور23: 4).


ثالثًا: غموض ما بعد الموت
إنه لا يجهل ماذا ينتظره بعد الموت، ولا يخاف من حياة ما بعد الموت.  لكنه يعلم علم اليقين أنه عندما تنتهي حياته هنا ستبدأ مع المسيح هناك.  وهذه شهوة قلبه.  «ليَّ اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح.  ذاك أفضل جدًا» (فيلبي1: 23).  وهو القائل أيضًا «فإني الآن أُسكب سكيبًا ووقت انحلالي قد حضر.  قد جاهدت الجهاد الحسن، أكملت السعي، حفظت الإيمان، وأخيرًا قد وُضع لي إكليل البر، الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل» (2تيموثاوس4: 6-8).

ولهذا كان الشهداء يذهبون إلى ساحات الاستشهاد، إلى الأسود الجائعة، يتقدمون للاستشهاد وهم ثابتون فرحون مرنمون.

ونحن، كمؤمنين، لا نخاف الموت أيضًا، لأننا ننتظر في هذه الأيام حقيقة أعظم من الموت، وهي مجيء المسيح لاختطافنا.  لأننا «لا نرقد كلنا ولكننا كلنا نتغير» (1كورنثوس15: 51).

 

مجدي صموئيل