Magdy Samuel

تأملات من "كتاب ممن أخاف"

الباب الرابع: 4
ثالثًا: وساوس الشيطان

عرفنا سابقًا أن 92% من مخاوف البشر هي ظنون ووساوس وهواجس، أي أمور ليست حادثة، ولكنها أمور قد تحدث.  ويعتبر الوسواس من أكثر الأمور المخيفة.  فهناك من يعاني من الأخطار المرعبة، وهناك من يعاني من الأفكار المرعبة.  ويوجد الآلاف من الوساوس المختلفة التي ترعب الإنسان:

فهناك وساوس من جهة: الصحة والمرض، النجاح والفشل، القبول والرفض من الآخرين
وهناك وساوس فكرية مثل: هل الله موجود أم لا؟ هل أنا مؤمن أم لا؟ هل الله يعتني بي أم لا؟ هل الله يغفر لي أم لا؟
وهناك من لديه وساوس مثل أفكار شريرة عن الله تُلح على ذهنه، أو كلمات شريرة على الروح القدوس، أو غيرها. 
وقد يستخدم الشيطان هذه الهواجس والأفكار ليسرق سلامنا منا.

المسيح يهزم أفكار الشيطان
ونرى هذا الأسلوب واضحًا في حرب الشيطان مع المسيح في متى4 ولوقا4.  «إن كنت ابن الله، فقُلّ أن تصير هذه الحجارة خبزا... إن كنت أبن الله فاطرح نفسك إلى أسفل».  ويكرر إبليس هذه العبارة: «إن كنت ابن الله».  ومن هذه العبارة نرى واضحًا أسلوب التشكيك في:

هل أنت ابن الله أم لا؟
هل تقدر أن تصيّر الحجارة خبزًا أم لا؟
هل احتياجاتك مادية أم روحية؟
هل الله يعتني بك أم لا؟

وهذا ما يفعله إبليس معنا، فهو يوجِّه سؤال أو فكرة لأذهاننا، تجعلنا نتساءل آلاف الأفكار.  مثلما فعل مع حواء مشككًا «أحقًا قال الله؟».

لكننا نرى هنا كيف واجه المسيح سهام إبليس.  لقد استخدم السلاح الأكيد والفعال: كلمة الله.

ففي المرات الثلاثة كان يجاوب إنه «مكتوب...». 

فلا توجد قوة تستطيع أن تقهر وساوس الشيطان إلا كلمة الله، فهي تشكِّل حواراتك الداخلية ومخزونك الفكري.  كما تقدر أن تهدم كل ظنونك ووساوس إبليس.  فالكتاب يقول إن «أسلحة محاربتنا ليست جسدية بل قادرة بالله علي هدم حصزن، هادمين ظنونًا وكل علو يرتفع ضد معرفة الله مستأسرين كل فكر إلى طاعة المسيح» (2كورنثوس10: 4، 5). 

دع الله يستخدم كلمته داخلك للدفاع عنك أمام وساوس الشيطان. 
لا تجادل ولا تناقش ولا تحلِّل ولا تتجاوب مع أفكار ووساوس إبليس، بل رُد عليه من المكتوب. 
استخدم سيف الروح الذي هو كلمة الله ليرد عنك كل هجوم فكري من الشيطان. 
وتعلم أن ترد دائمًا مثل سيدك «مكتوب».  وعندما يهاجمك بالمكتوب، تعلم أن ترد عليه «ومكتوب أيضًا» كما فعل سيدك.

يقول الكتاب عن كلمة الله في أمثال 6: «اربطها على قلبك دائمًا، قلِّد بها عنقك.  إذا ذهبت تهديك، إذا نمت تحرسك، وإذا استيقظت فهي تحدِّثك.  لأن الوصية مصباح والشريعة نور وتوبيخات الأدب طريق الحياة».

امتلئ بكلمة الله، لأنه مكتوب «خبّأت كلامك في قلبي لكيلا أخطئ إليك» (مزمور119: 11).  «لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنى» (كولوسي3: 16).  فعندما تمتلئ بكلمة الله يستخدمها الله داخلك لقهر كل مخاوفك، وكل هجوم من الشيطان على فكرك.

من خلال هذه الأمثلة الثلاثة لقهر المخاوف: رعب الموت ومصائب الحياة ووساوس الشيطان، نستطيع أن نجد أنه هناك ثلاثة أمور تجعلنا نقهر المخاوف الثلاثة:

1- من جهة رعب الموت: الصليب وعمل المسيح أعظم قوة تجعلك لا تخاف الموت.  فالصليب، آلة الموت والإعدام التي كانت تخيف الجبابرة، صار الآن سر افتخار وسلام المؤمن، فالمسيح «أبطل الموت وأنار الحياة والخلود» (2تيموثاوس1: 10).

2- من جهة مصائب الحياة: «فإننا نعلم أن كل الخليقة تئن وتتمخض معًا إلى الآن... وكذلك الروح أيضًا يعين ضعفاتنا.  لأننا لسنا نعلم ما نصلي لأجله كما ينبغي ولكن الروح نفسه يشفع فينا بأنات لا يُنطق بها» (رومية8: 22، 26).  روح الله بداخلك يشفع فيك بأنّات لا يُنطق بها، ويعين ضعفك، ويحوِّلك عن ذكريات الماضي ومصائب الحياة، ويذكِّرك بمعاملات الله، وكلمة الله.

3- من جهة أفكار ووساوس الشيطان: لديك كلمة الله، السلاح الإلهي الوحيد القادر على هدم كل ظنون العدو.  «سيف الروح الذي هو كلمة الله» (أفسس6: 17).
ومادمت متمتعًا:
       بعمل الله في المسيح لأجلك
       سكنى روح الله داخلك 
      كلمة الله تملئ قلبك
 فلن تخاف من أي شيء.

 

مجدي صموئيل