Magdy Samuel

تأملات من "كتاب دليل المهاجر"

 الباب الثاني: 5
المخاوف واسبابها (1)

من دراستنا لما يسجله الوحي المقدس عن رحلة إبراهيم إلى مصر أعتقد أن هنالك ثلاثة اسباب رئيسية لخوف إبراهيم وقراره بالنزول إلى مصر واضطراره لأن يقول عن سارة أنها أخته.

السبب الأول:  ضغوط الزمان
«وَحَدَثَ جُوعٌ فِي الأرض، فَانْحَدَرَ ابرَامُ إلى مِصْرَ لِيَتَغَرَّبَ هُنَاكَ، لأن الْجُوعَ فِي الأرض كَانَ شَدِيدًا» (تكوين 12 : 10).

كان لإبراهيم إيمان عظيم عندما ظهر له إله المجد وهو مابين النهرين، ولكن عندما تغيرت الظروف وجاء الجوع الشديد بدأ الخوف يتسرب إليه.  فهو لم يتوقع ابداً أن تكون هناك مجاعة في أرض الموعد في أرض كنعان.

فقد جاء إبراهيم من أرض لا تعتمد على الأمطار مثل أرض كنعان، لكنه كان يسكن بين النهرين بين دجلة والفرات في أرض الهلال الخصيب.  فهو لا يستيقظ في الصباح لينظر للسماء طالباً من الرب أن يرسل المطر، ولكنه يثق في النهر ويضع عينيه عليه، فإن جف أحد النهرين هناك النهر الثاني.

ولكن في أرض كنعان كان عليه أن يختبر الإيمان، وإن الرب هو الذي يروي الأرض ويرسل المطر.  لم يكن إبراهيم قد تعود على مثل هذه الظروف؛ لذلك خاف.

أحياناً نكون في قد تعودنا على نظام عمل معين وهناك دخل بسيط ولكن مستقر، ولكن الأن نحتاج للاتكال على الرب يومياً.  وأحياناً عندما نصطدم بضغوط غير متوقعة في رحلة الحياة مثل: 
ترك للعمل أو تغير في ظروف العمل، أو ظروف إقتصادية صعبة، أو ضغوط صحية أو مرض،  تبدأ تنزل عيوننا من على الرب القادر على كل شئ إلى ظروفنا المتغيرة؛ فنخاف ونضطرب وننزعج.

أحياناً تكون توقعاتنا أن الحياة ستكون مريحة وأننا لن نتعب أو نحتاج أو نتألم أو نمرض.  وكأننا نعيش في المدينة الفاضلة، أو في كنعان التي تفيض لبناً وعسلاً.  وكأن في طريق رحلة الحياة لن نقابل أية مشاكل، فالعمل متوفر والدخل كبير والصحة مضمونة والسعادة أكيدة.

ولكننا عندما نجد في الواقع أن هناك مشكلات وهناك ترك للعمل وهناك بطالة أو ركود إقتصادي وأزمات إقتصادية وهناك مشكلات صحية ومشكلات زوجية وغيرها، نصطدم بهذا الواقع فنخاف ونرتعب.

أحياناً نعتقد أن الضيق والألم  مرتبطين فقط بالفقر والجهل والمرض وننسى أن الكتاب يقول: «فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الْخَلِيقَةِ تَئِنُّ وَتَتَمَخَّضُ مَعًا إلى الأن. وَلَيْسَ هكَذَا فَقَطْ، بَلْ نَحْنُ الَّذِينَ لَنَا بَاكُورَةُ الرُّوحِ، نَحْنُ أَنْفُسُنَا أَيْضًا نَئِنُّ فِي أَنْفُسِنَا، مُتَوَقِّعِينَ التَّبَنِّيَ فِدَاءَ أَجْسَادِنَا»  (رومية 8: 22، 23). 

أخي القارئ،
لا تخف بسبب ضغوط الزمان،
فالرب لم يعدنا بحياة خالية من الضيق.
أو رحلة حياة بدون ضيق. 
لكنه وعدنا أنه سيكون معنا في كل ضيق

«مَعَهُ أَنَا فِي الضِّيقْ، أُنْقِذُهُ وَأُمَجِّدُهُ. مِنْ طُولِ الأَيَّامِ أُشْبِعُهُ، وَأُرِيهِ خَلاَصِي»  (مزمور 91: 15، 16).

 

مجدي صموئيل