Magdy Samuel

تأملات من "كتاب دليل المهاجر"

الباب الثاني: 7
المخاوف وعلاجها (1)

لم  يترك الرب  إبراهيم رغم  ضعفه وخطأه، ولكنه تحنن عليه وعلى سارة، ورحمه هو وزجته، وتدخل بيده القوية وذراعه الممدودة لنجدة إبراهيم وسارة لأنه يحبهما.  ولكن بالتأكيد قبل أن يتدخل الرب لصالح إبراهيم وعلاجه من الخوف وإصلاح ما حدث في حياته من أضرار بسبب الخوف، فأن إبراهيم تواضع أمام الرب واعترف بخطأه وتاب عنه ويقيناً صلى ضارعاً إلى الرب أن ينجيه من فرعون ويرد سارة مرة آخرى إليه.  فالطريق الحقيقي للشفاء هو الاتضاع أمام الرب. 

وهذا ما اعلنه الرب قائلاً:  «فَإِذَا تَوَاضَعَ شَعْبِي الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ وَصَلَّوْا وَطَلَبُوا وَجْهِي، وَرَجَعُوا عَنْ طُرُقِهِمِ الرَّدِيةِ فَإِنَّنِي أَسْمَعُ مِنَ السَّمَاءِ وَأَغْفِرُ خَطِيَّتَهُمْ وَابرِئُ أرضهُمْ» (2 اخبار أيام 7: 14).
 فعندما نضعف ونخطىء، لا ينظر الرب إلينا كمجرم يستحق العقاب، ولكن كمريض يحتاج للعلاج

في طريق علاج الرب لإبراهيم عمل الرب معه ولأجله ثلاثة أمور مجيدة.  وهذه الأمور الثلاث يفعلها الرب معنا عندما نتواضع أمامه.

 الرب يضرب فرعون
اتخيل إبراهيم في هذه الليالي المرة السوداء كان يبكي كثيراً ويصرخ اين أنت يا سارة؟  كيف حالك يا سارة؟  ويقيناً كان يصرخ ويصلي يا رب من ينقذ سارة؟  من يخلص سارة من يد فرعون؟  وربما لم ينم ليلة واحدة وأخذ يفكر كيف يتعامل مع فرعون.  وربما كان يذهب ليلاً إلى قصر فرعون ويدور حوله باكياً ملتمساً أن يرى سارة أو يسمع صوتها أو يعرف أحوالها.  وعندما ينظر إلى الأسوار العالية والحراسة الشديدة والأبواب المنيعة يمتلئ بالفشل واليأس والإحباط ويتسائل كيف أغلب فرعون وكيف أستطيع أن أنقذ سارة من يد فرعون.  ولكن الله القدير، إله إبراهيم تمم الأمر وضرب الله فرعون وبيته ضربات كثيرة.  فما لا نستطيع أن نفعله نحن، يستطيع أن يفعله إلهنا

إن كانت المشكلة أكبر منك يا إبراهيم، لكنها ليست أكبر من الهك.
لم يرى إبراهيم الرب وهو يضرب فرعون.  ولولا إعلان الوحي ما كان ليعرف وما كنا نحن لنعرف أن الرب ضرب فرعون.

وهكذا عزيزي القارئ أن الرب يعمل لحسابك من خلف الستار.  قد لا ترى ما يعمل الرب لأجلك لكنك سترى خلاص الرب.  «يَسْقُطُ عَنْ جَانِبِكَ أَلْفٌ، وَرِبْوَاتٌ عَنْ يَمِينِكَ. إِلَيْكَ لاَ يَقْرُبُ.  إِنَّمَا بِعَيْنَيْكَ تَنْظُرُ وَتَرَى مُجَازَاةَ الأَشْرَارِ» (مزمور 91: 7، 8).  نحن دائماً نعرف أن نضل وأن نوقع أنفسنا في المشكلات، لكننا لا نعرف أن نخرج  انفسنا منها.  الرب وحده هو الذي يستطيع أن يضرب القوي ويخلصنا من يده.

مصر في الكتاب تشير إلى العالم وفرعون يشير إلى رئيس هذا العالم.  والمسيح هو الذي ضرب رئيس هذا العالم في الصليب ضربات كثيرة.  «إِذْ جَرَّدَ الرِّيَاسَاتِ وَالسَّلاَطِينَ أَشْهَرَهُمْ جِهَارًا، ظَافِرًا بِهِمْ فِيهِ» (كولوسي 2: 15).  لقد ضرب الرب فرعون وبيته ضربات عظيمة. 

ثق أن الرب يعمل لحسابك وأن كنت لا ترى، فهو يدافع عنك أمام رئيسك أو مديرك أو من يظلمك.  فلقد أطار الرب نوم الملك احشويرش لكي يخلص مردخاي من الصليب الذي أعده هامان له.
وأيضاً عندما خاف يعقوب من لابان الذي يطارده وعيسو الذي ينتظره وقال أني خائف أن يأتي ويضربني الأم مع البنين، وعندما أتى إلية لابان وادركه قائلاً:  في قدرة يدي أن أصنع بك شراً ولكن إله ابيك كلمني البارحة قائلاً احترز من أن تكلم يعقوب بخير أو بشر.  لم يكن يعقوب يعرف أن الرب كلم لابأن ليلاً وحذره من التعرض له. 

وهكذا أخي القارئ أن الأبديه وحدها ستكشف لك عن ما عمله الرب لأجلك من وراء الستار.  ثق أنه لك وأن كان الله معنا فمن علينا.

أفرح يا أخي المؤمن، إن إبليس عدو مضروب ومهزوم في الصليب.  لا سلطان له عليك ولا قوة له عليك، لقد ضُرب في الصليب.  لقد جاء الجبار الذي ضَرب القوي وربطه ونهب أمتعته.  أفرح لأن المسيح قد غلب العالم ورئيس هذا العالم لأجلك، فلا يستطيع أن يضرك بشئ.  إذ يقول  «فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ، وَلكِنْ ثِقُوا: أنا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ» (يوحنا 16: 33).

إذا كان العالم ورئيس هذا العالم قد سرق منك شيئاً أو أخذ منك شيئاً.  قد يكون أخذ أفراحك أو سلامك، أو أخذ قوتك وشركتك مع الله.  أو ربما أخذ أولادك أو بناتك أو زوجتك أو زوجك،  تعال إلى الرب، الذي غلب الشيطان في الصليب وغلب العالم.  أنت لا تقدر على فرعون.  لا تذهب إلى فرعون لتحاربه، اذهب إلى الرب الذي على الصليب غلب العالم لكي يعطيك نصرته.

مجدي صموئيل