Magdy Samuel

تأملات من "كتاب دليل المهاجر"

الباب الخامس: 4
الاغراءات واضرارها (2)

ماذا خسر لوط ايضاً نتيجة اختلاطه بالعالم؟
رابعاً:  خسارة مبادئه وقيمه الروحية
خسر لوط مبادئه وقيمه إذ أرتضى على نفسه أن يعرض على رجال سدوم أن يعطيهم ابنتيه ليفعلوا بهم الشر.  فالمبدأ الصحيح الطبيعي أن يحافظ الأب على بناته ويحميهم من كل شر، ولكن لوط تنازل عن أبسط المبادئ والقيم، إذ خرج إلى أهل سدوم وقال لهم: 
«لاَ تَفْعَلُوا شَرًّا يَا إِخْوَتِي. هُوَذَا لِي ابنَتَانِ لَمْ تَعْرِفَا رَجُلاً. أُخْرِجُهُمَا إِلَيْكُمْ فَافْعَلُوا بِهِمَا كَمَا يَحْسُنُ فِي عُيُونِكُمْ. وَأَمَّا هذَانِ الرَّجُلأن فَلاَ تَفْعَلُوا بِهِمَا شَيْئًا، لأنهُمَا قَدْ دَخَلاَ تَحْتَ ظِلِّ سَقْفِي»  (تكوين 19: 7، 8). 

لم يتنازل لوط عن قيمه ومبادئه تجاه بناته فقط، بل تنازل أيضاً عن إعتزاله وإختلافه عن أهل العالم، حين قال لأهل سدوم "يا أخوتي".  لقد أصبح لوط البار أخاً لأهل سدوم الأشرار.  فقد خسر لوط مبدأ الإنفصال عن العالم.
   
وهكذا حين يبدأ المؤمن في التنازل عن ابسط مبادئه؛ تتوالى التنازلات حتى يخسر كل قيمه ومبادئه.

أخي المؤمن،
تمسك بمبادئك الروحية ولا تفرط فيها أبداً وأحذر من التنازلات الصغيرة. فالخسائر الكبيرة تبدأ بتنازلات صغيرة. والثعالب الصغار هي التي تفسد الكروم.  قد تخسر في طريق تمسكك بمبادئك الروحية إعجاب الآخرين بك ورضاهم عنك، لكنك ستكسب رضى الرب إلهك عليك وإكرامه لحياتك.  فهو الذي وعد أن يكرم الذين يكرموه.

خامساً:  خسارة الأسرة
بسبب ارتحاله إلى سدوم فقد لوط جميع أفراد عائلته.  فقد خسر امرأته حين صارت عمود ملح عند خروجه من سدوم، لأنها نظرت إلى الوراء، إذ كان قلبها مازال متعلقاً بسدوم. 

وأيضاً خسر بناته المتزوجات إذ تركهم في سدوم مع أصهاره الذين رفضوا الخروج معه.  وفقد ابنتيه غير المتزوجات، إذ اضطجعتا معه ولوثتا سمعته.
 
وما أصعب هذه الخسارة فربما قد ارتحل لوط إلى سدوم من أجل امرأته وبناته.  ليحقق لهم مستقبل افضل ومستوى معيشي أعلى،  ولكن للاسف فقدهم بسبب الاغراءات.

وهذا مايحدث مع البعض فقد يهاجر الشخص لاجل أسرته وأولاده ويتعب كثيرا لاجل توفير حياة أفضل لهم، ولكنه يخسرهم روحيا ويأخذهم العالم منه.

ليحمينا الرب من هذه الخسارة الفادحة وليحفظ زوجاتنا واولادنا وبناتنا من شر هذا العالم وليجعلهم جميعا في حزمة الحياة الابدية فنتمتع بهذا القول المبارك «آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ»  (أعمال 16: 31).

أخي القارئ،
صلي لاجل أسرتك واولادك يومياً واطلب حماية الرب لهم من ثأثير وإغراءات العالم.  وقم بدورك وسئوليتك في هذا الامر ولا تتساهل فيه.  فتستطيع أن تهتف مع يشوع المهاجر قائلاً: «وَأَمَّا أَنَا وَبَيْتِي فَنَعْبُدُ الرَّبَّ» (يشوع 24: 15).

مجدي صموئيل