الباب الخامس: 10
الإغراءات وعلاجها (3)
ثالثاً: الرب يشفق على لوط ويخرجه من نار سدوم
بالرغم من أن لوط لم يتعلم من المعاملات الإلهيه السابقة معه عندما حذره الرب من خلال السبي وأرجعه عن طريق إبراهيم، إلا أن الرب لم يتركه وتحنن عليه وأخرجه من سدوم قبل إهلاك المدينة.
وفي طريق إنقاذ لوط من سدوم أرسل الرب بنعمته إليه الملاكين ليخرجاه منها، وإن كان الرب لم يذهب معهم، كما ذهب عند إبراهيم. فقد لا يوافق الرب على أمور معينة في حياتنا، تجعله لا يكون في شركة عميقة معنا، ولكن هذا لا يمنعه من أن يتدخل بالرحمة في حياتنا ليخلصنا.
وحتى الملاكان لم يرغبا أن يدخلا بيته بل أرادوا أن يبيتوا في الساحة. ولكنهم أخيراً قبلا أن يدخلا بيته تحت إلحاحه. وتعاملا معه بالنعمة عدة مرات:
«وَلَمَّا طَلَعَ الْفَجْرُ كَانَ الْمَلاَكَانِ يُعَجِّلأن لُوطًا قَائِلَيْنِ: "قُمْ خُذِ امْرَأَتَكَ وَابنَتَيْكَ الْمَوْجُودَتَيْنِ لِئَلاَّ تَهْلِكَ بِإِثْمِ الْمَدِينَةِ". وَلَمَّا تَوَانَى، أَمْسَكَ الرَّجُلأن بِيَدِهِ وَبِيَدِ امْرَأَتِهِ وَبِيَدِ ابنتيه، لِشَفَقَةِ الرَّبِّ عَلَيْهِ، وَأَخْرَجَاهُ وَوَضَعَاهُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ» (تكوين 19: 15 – 16).
وهذا ما يفعله الرب معنا، فهو يتعامل معنا بالنعمة مرة ومرات، ليرجعنا إليه. كما يتحمل غباء قلوبنا وعناد نفوسنا. ويشفق علينا ويجذبنا إليه بربط المحبة ومعاملات النعمة.
أخي القارئ،
أن دعوة الملاكين للوط "اهرب لحياتك" هي نفس الدعوة التي يوجهها الرب لك. إن سدوم وعمورة وكل الأرض ستحترق. فالكتاب يقول: «تَنْحَلُّ الْعَنَاصِرُ مُحْتَرِقَةً، وَتَحْتَرِقُ الأَرْضُ وَالْمَصْنُوعَاتُ الَّتِي فِيهَا» (2 بطرس 3: 10). فكل الأحداث من حولنا، سياسياً وإقتصادياً ومناخياً وروحياً، تعلن أن مجي الرب قد اقترب، فهو على الأبواب.
أدعوك أن تتجاوب مع صوت الرب لك ويديه اللتان تريدان أن تخرجك من إنغماسك في هذا العالم الحاضر الشرير.
إن كان الله يتعامل معك في هذه الأيام ليرجعك إليه، أو أن كنت تشعر أنه يتكلم إليك من خلال هذا الكتاب، ويوجه نداء إلى قلبك أن ترجع إليه، فأني أدعوك وأشجعك أن تلبي هذا النداء.
«الْيَوْمَ، إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ». (عبرانين 3 : 15)
مجدي صموئيل