Magdy Samuel

تأملات من "سلام وسط الآلام"

كلمات من رسالة بطرس الرسول الأولى
 3 - النعمة

تكررت كلمة النعمة كثيراً في هذه الرسالة فقد ذكرت في الأصل اليوناني 10 مرات بينما جاءت في الترجمة العربية 8 مرات.  يبدأ  الرسول بطرس الكلام عن النعمة في افتتاحية رسالته قائلاً: «لتكثر لكم النعمة والسلام»  (1 بطرس 1: 2).  ثم يكرر الكلمة عدة مرات إلى أن يصل إلى الأصحاح الأخير فيختتم الرسالة متكلماً عن النعمة أيضاً قائلاً: «واله كل نعمة الذي دعانا الى مجده الابدي في المسيح يسوع بعدما تألمتم يسيرا هو يكملكم ويثبتكم ويقويكم ويمكنكم ... بيد سلوانس الاخ الامين كما اظن كتبت اليكم بكلمات قليلة واعظا وشاهدا ان هذه هي نعمة الله الحقيقية التي فيها تقومون ».  (1 بطرس 5: 10، 12)

 انها النعمة التي تكلم عنها الرسول بولس أيضاً قائلاً: «من جهة هذا تضرعت الى الرب ثلاث مرات ان يفارقني».  وكان جواب الرب له «تكفيك نعمتي لان قوتي في الضعف تكمل»، اي لن انزع ألمك ولكني سأعطيك شيئًا لا ليخفف ألمك أو ينزعه، بل ليحوله إلى أمجاد.  ولهذا كتب الرسول بولس واستطاع أن يقول: «اسر بالضعفات والشتائم والضرورات والاضطهادات والضيقات لاجل المسيح.  لاني حينما انا ضعيف فحينئذ انا قوي» (2 كورنثوس 12: 8 - 10).  إن النعمة هي المادة الإلهية التي عندما توضع على الالم تحوله إلى أمجاد.

لا يمكن أن تتحول آلامنا إلى تعزيات وأفراح وأمجاد إلا عندما نتمتع ونتذوق النعمة.  فالنعمة لا نسمع عنها، والنعمة لا نعرفها، النعمة نأخذها.  من أين تأتي النعمة؟ من عرش النعمة.  «فلنتقدم بثقة الى عرش النعمة لكي ننال رحمة ونجد نعمة عونا في حينه»  (عبرانيين 4: 16).

لذلك عزيزي القارئ ضع على كأس الألم قطرات من النعمة فتتحول آلامك إلى أمجاد، وتستطيع أن تقول مع الرسول بولس «فبكل سرور أفتخر بالحري في ضعفاتي لكي تحل علي قوة المسيح». (2 كورنثوس 12: 9). 

4 – الطاعة والخضوع

جاءت هذه الكلمات في كل أصحاح، بل في كل جزء من هذه الرسالة.  إنها رسالة تتكلم عن الخضوع في شتى المجالات، في بيوتنا بين الزوجات والأزواج، داخل المجتمع في مجال العمل، وأيضاً في كنيسة؛ ولكن اهم أنواع الطاعة ما جاء في عدد 14 من الأصحاح الأول إذ يوص الرسول بطرس قائلاً:  «كأولاد الطاعة لا تشاكلوا شهواتكم السابقة في جهالتكم».  لذلك يطلق بعض رجال الله على هذه الرسالة "رسالة أولاد الطاعة"

عزيزي، ان خضوعنا هو العلاج الفعال لآلامنا.  فأعظم علاج مسيحي لضيقات الحياة وصعوبتها هو أن تُسلم بخضوع لمن يقضي بعدل، فهو من وعد:  «تواضعوا تحت يد الله القوية لكي يرفعكم في حينه».  (1 بطرس 5: 6).

 يذكر الكتاب عن سيدنا «يسوع الذي من اجل السرور الموضوع امامه احتمل الصليب مستهينا بالخزي» (عبرانيين 12: 2).  وقد قال هو أيضاً بفهه الطاهر «الكاس التي اعطاني الآب ألا اشربها» (يوحنا 18: 11).  إن سيدنا له كل المجد اطاع وخضع وليس ذلك فقط بل أيضاً تحمل آلام الصليب وقبل الكأس المرة بسرور من أجلنا نحن.  ألا نقبل نحن ما تقدمه لنا يده المثقوبة الحنونة من ألم، يئول حتماً أخيراً لخيرنا؟!

مجدي صموئيل