Magdy Samuel

تأملات من "سلام وسط الآلام"

كلمات من رسالة بطرس الرسول الأولى
 5 - الأمجاد

ذكرت كلمة المجد وكلمة الأمجاد 17 مرة في هذه الرسالة، بينما ذكرت كلمة الألم 16 مرة، فلا توجد آلام بدون أمجاد.  لذلك عندما تقرأ كلمة الألم توقع أنك ستقرأ بعدها كلمة المجد.  «الآلام التي للمسيح والأمجاد التي بعدها» (1 بطرس 1: 11).

الآلام مرتبطة بالأمجاد فهي عملة ذات وجهين، أحدهما الألم والآخر هو المجد.  «وإله كل نعمة الذي دعانا إلى مجده الآبدي في المسيح يسوع بعدما تألمتم يسيرا هو يكملكم ويثبتكم ويقويكم ويمكنكم» (1 بطرس 5: 10).   

عزيزي، نحن المؤمنين ليس لدينا مسكنات وسط الآلام ولكن لدينا ما هو أعظم.  فإني لا أتكلم عن مسكنات لتخفيف الآلام وتغييب الوعي والبعد عن الواقع والعيش في عالم من الخيال، حاشا، لكني أقول بنعمة الله ومن خلال كلمة الله، إنه وسط الآلام ليس هناك فقط تعزيات ولكن هناك أمجاد.  فقد تكون متألماً في حدث ومعوذاً ومحتاجاً ولديك ضغوط شديدة، لكنك تتمتع بالمجد؛ فأنت ولدت للمجد وتتمتع بالمجد وأيضاً ينتظرك مجد.  «ومتى ظهر رئيس الرعاة تنالون اكليل المجد الذي لا يبلى» (1 بطرس 5: 4).

6 – المتغربون

«بطرس رسول يسوع المسيح إلى المتغربين من شتات بنتس وغلاطية وكبدوكية وأسيا وبيثينية المختارين»  (1 بطرس 1: 1)
كتبت هذه الرسالة إلى اليهود المسيحيين أو المسيحيين الذين جاءوا من خلفية يهودية، وهنا يصفهم الرسول بطرس "بالمتغربين".  المتغربين وليس الغرباء؛ فالمعني في الأصل لا تعني غريب من حيث المكان، ولكن غريب ثقافياً وغريب عن عادات أهل هذا العالم.  قد تكون متغرباً في بلد آخرى غير الذي ولدت به ولكن لغتك وعاداتك وصفاتك مثل أهل هذا البلد، فإذاً أنت متغرب من حيث المكان فقط.  كلمة "متغربين" هنا تعني أن من حولك يشعرون أيضاً انك غريب عنهم.  «الأمر الذي فيه يستغربون أنكم لستم تركضون معهم إلى فيض هذه الخلاعة عينها مجدفين».  (1 بطرس 1: 4)

«وإن كنتم تدعون أبا الذي يحكم بغير محاباة حسب عمل كل واحد فسيروا زمان غربتكم بخوف» (1 بطرس 1: 17).  "زمان الغُربة" من أحلى الأسماء التي سميت بها فترة وجودنا هنا على الأرض، فهذا الزمان زمان محدود وله وقت مُحدد.

هذه الرسالة لن تفيد من يشعر أنه من هذا العالم، وأفكاره تتوافق مع أفكار أهل العالم.  من لا يتألم ولا يئن لن يستفيد من الرسالة، والرسالة ليست له.  فالرسالة والأدوية الفعالة التي بها مكتوبة وموصوفة لمن يشعرون أنهم غرباء، من قال عنهم المسيح سيدنا «ليسوا من العالم كما أني أنا لست من العالم»  (يوحنا 17: 16)، ويقول عنهم الرسول بولس «إذا إن كان احد في المسيح فهو خليقة جديدة. الأشياء العتيقة قد مضت. هوذا الكل قد صار جديدا»  (2 كورنثوس 5: 17)

أيها السائح الغريب يا من تتألم نتيجة لعدم توافق أفكارك وسلوكياتك وطباعك وأحلامك مع أهل هذا العالم، أبشر.  يا من تُشتم وتُلطم ويُفترى عليك وتعيَر؛ أبشر.  نعم هناك شتيمة وتجديف وافتراء ولطم، لكني أبشرك أن هذه الرسالة لك، وأن الأفراح لك.  أما إن كنت للعالم ومن أهل العالم فأنت تحتاج أن تتغرب لتستطيع ان تستفيد من هذه الأدوية التي لا توصف إلا للمغتربين.

مجدي صموئيل