Magdy Samuel

تأملات من "سلام وسط الآلام"

كلمات من رسالة بطرس الرسول الأولى
7 – الولادة الثانية

تكلم الرسول بطرس مرتين عن الولادة الثانية.  أولاً في بداية الرسالة قائلاً: «مبارك الله ابو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حيّ بقيامة يسوع المسيح من الاموات».  (1 بطرس 1: 3).  ثم في نهاية الاصحاح أيضاً يذكر «مولودين ثانية لا من زرع يفنى بل مما لا يفنى».  (1 بطرس 1: 23).

عزيزي القارئ، إن العلاج الأول لكل الآلام التي تعاني منها هو أن تولد من فوق؛ فلا يمكن ان تغلب المخاوف والأوجاع، ولا يمكن ان تتمتع بكل امتيازات هذه الرسالة إلا بعد أن تختبر القول «ان كان احد لا يولد من فوق لا يقدر ان يرى ملكوت الله ... ينبغي ان تولدوا من فوق »  (يوحنا 3: 3، 7).   لذلك إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يدخل ولا يقدر أن يرى ملكوت الله.  أخي لا تنتظر شفاء خارجيًا قبل أن تشفى من الداخل، فأنت تحتاج للشفاء الداخلي أولاً.

يكتب الرسول بطرس: «ولدنا ثانية لرجاء حيّ» (1 بطرس 1: 3)، اي عندما تولد الولادة الثانية يصبح لديك رجاء؛ رجاء حيّ لا يموت، لديك رجاء بقيامة يسوع المسيح من الأموات؛ القيامة التي يقول عنها الرسول بولس «الذي أسلم من أجل خطايانا وأقيم لأجل تبريرنا» (رومية 4: 25).  وحينئذ تتمتع بالتبرير ومن ثم بالسلام «فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح» (رومية 5: 1). 

عزيزي، إذا لم يكن لديك رجاء أو لديك رجاء ميت أو لديك خيبة أمل أو حزن بسبب خطايا الماضي أو بسبب ضغوط الحاضر أو بسبب محاوف المستقبل، إن كان لديك الثلاث ثلاثيات من الآلام التي تكلمنا عنها، فأني أدعوك للعلاج الأول وهو الولادة الثانية، فتتغير حياتك، ويتغير قلبك، وتتغير نظرتك للحياة، فتشعر وكأن الله خلق النور في قلبك. «لان الله الذي قال ان يشرق نور من ظلمة هو الذي اشرق في قلوبنا لانارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح»  (2 كورنثوس 4: 6).  وتشعر أنك كنت أعمى والآن تبصر، كنت يائسًا والآن لديك رجاء، ، كنت حزينًا والآن يملأ فرح الله قلبك، لقد أصبح لديك الرجاء الحيّ

والآن أطلب من الرب مصلياً مع داود هذه الكلمات «قلبا نقيا اخلق فيّ يا الله وروحا مستقيما جدّد في داخلي» (مزمور 51: 10).

مجدي صموئيل