Magdy Samuel

تأملات من "سلام وسط الآلام"

العلاج الثلاثي
1 - الولادة من الله (2)

الولادة الجديدة ليست فقط الحل لمشكلة خطايانا وانفصالنا عن الله، لكنها تغير طبيعتنا من الداخل، وهذه الطبيعة الجديدة التي ننالها هي طبيعة تستطيع أن تتحمل الألم.  فهي الطبيعة التي قال عنها الرسول بطرس أيضًا في رسالته الثانية «كما ان قدرته الالهية قد وهبت لنا كل ما هو للحياة والتقوى بمعرفة الذي دعانا بالمجد والفضيلة اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمى والثمينة لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية» (2 بطرس 1: 3، 4).

إن الولادة الجديدة ليست مجرد حل لمشكلة الخطية ولكن كلمة الله تخبرنا أننا بها نصير شركاء الطبيعة الإلهية.  فهي تغير طبيعتنا وخليقتنا لأنه «إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة. الأشياء العتيقة قد مضت.  هوذا الكل قد صار جديدًا» (2 كورنثوس 5: 17).

إذا صدمت إناء مصنوعًا من الخزف ماذا سيحدث؟ سينكسر الإناء.  وإن حاولت ان تقوي الإناء بإضافة طبقات آخرى من الخزف ثم صدمت الإناء ماذا سيحدث؟  سينكسر الإناء.  ولكن ماذا سيحدث إن غيرت طبيعة الإناء من الداخل ووضعت طبقة من الذهب بالإناء من الداخل وأبقيت على الشكل الخارجي الخزفي، ثم صدمت الإناء؟  ستنكسر الطبقة الخارجية فقط، أما الطبقة الداخلية فحاشا لها أن تنكسر.  هذا هو معنى الآية «لذلك لا نفشل بل وإن كان انساننا الخارج يفنى فالداخل يتجدد يومًا فيومًا» (2 كورنثوس 4: 16).  إن كانت لنا طبيعة الله في داخلنا، التي أخذناها بالولادة من الله، سنتعرض لضيقات وشدائد واضطهادات ولكننا لن نفنى لأن المولود من الله لا يهلك. «أنا اعطيها حياة أبدية ولن تهلك الى الأبد» (يوحنا 10: 28). 

كثيرًا ما رآيت اشخاصًا اعياهم الألم وضغوط الحياة فانحنوا تحتها، ولكن عندما يأتون إلى الرب قد لا يغير الرب الظروف والضغوطات، لكنه يغير القلب وطبيعته من الداخل.  ما معنى تغيير القلب؟! هو ليس تغيير القلب اللحمي، بل تغيير الطبيعة والذهن.  لذلك يقول الرسول بولس «تغيّروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم لتختبروا ما هي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة» (رومية 12: 2).

أخي، بالولادة من الله تأخذ طبيعة تعطيك قدرة على تفسير الأمور بطريقة مختلفة، وتغير استقبالك للظروف.  فما كنت تظنه شرًا أصبحت تراه خيرًا، وتستطيع ان تقول «أنتم قصدتم لي شرًا. أما الله فقصد به خيرًا» (تكوين 50: 20). 
من خلال احتكاكي بأناس اختبروا هذا الاحتبار كثيرًا ما أجدهم وقد تغيرت نظرتهم لأمورهم، فما كانوا يرونه شرًا أصبح الآن خيرًا والألم صار بالنسبة لهم هبة «لأنه قد وهب لكم لأجل المسيح لا أن تؤمنوا به فقط بل أيضا أن تتألموا لأجله» (فيلبي 1: 29).

عندما نولد من الله، يعطينا طبيعة تستطيع أن تتماسك وسط الألم؛ وذلك ليس بسبب قوة فيها، ولكن بقدرتها على الاتصال بالله.  لذلك يقول الرسول بولس «ولكن لنا هذا الكنز في أوان خزفية ليكون فضل القوة للّه لا منا» (2 كورنثوس 4: 7).  نعم انه كنز ثمين، لكن الاناء من الخارج خزفي  وهش.

قد تكون مؤمنًا ولديك هذه الطبيعة الجديدة، لكنك منحنٍ تحت الآلام، ولا تشعر بفاعلية هذه الطبيعة.  أقول لك إن الله  لم يعطنا طبيعة جديدة تستطيع أن تقوينا بالانفصال عن الله.  إن قوة الأجهزة ليست في ذاتها بل في مصدر الطاقة المتصل بها.  إن الطبيعة الجديدة تعطي قدرة على الاتصال بالله وعلى الختم بروح الله وسكنى روح الله. 

يقول الكتاب «مكتئبين في كل شيء لكن غير متضايقين. متحيّرين لكن غير يائسين. مضطهدين لكن غير متروكين. مطروحين لكن غير هالكين»  (2 كورنثوس 4: 8، 9).  كيف؟ لأن «لنا هذا الكنز في أوانٍ خزفية» (2 كورنثوس 4: 7).  نعم نكتئب ونتحير ونضطهد ونطرح من الخارج ولكن من الداخل لن نتضايق ولن نيأس ولن نهلك.

قد أتألم! نعم، أتوجع! نعم، أنحني! نعم، لكني لن أسقط ولن أفشل ولن أنطرح، لأني بي طبيعة من الله.

مجدي صموئيل