Magdy Samuel

تأملات من "سلام وسط الآلام"

العلاج الثلاثي
2 - حماية من الله (3)

ماذا طمأن الفتية الثلاثة أمام أتون النار وبماذا جاوبوا الملك؟ «فأجاب شدرخ وميشخ وعبد نغو وقالوا للملك: يا نبوخذناصّر لا يلزمنا أن نجيبك عن هذا الأمر. هوذا يوجد إلهنا الذي نعبده يستطيع إن ينجينا من أتون النار المتقدة وأن ينقذنا من يدك أيها الملك» (دانيال 3: 16، 17).  وكأنهم يقولون "نحن نثق أن النار شديدة والأتون محمى والملك قاس ولكننا نثق أيضًا في قدرة إلهنا الذي نثق أنه سينجينا.  ولم يكن إيمان دانيال وثقته في إلهه أقل من الفتية الثلاثة؛ فحين سأله الملك «يا دانيال عبد الله الحي هل إلهك الذي تعبده دائما قدر على أن ينجيك من الأسود؟» تكلم دانيال مع الملك واثقًا ومتكلاً على الهه قائلاً «يا أيها الملك عش إلى الأبد.  إلهي أرسل ملاكه وسدّ أفواه الأسود فلم تضرّني» (دانيال 6: 20 - 22).  إن ما يطمئن المؤمن وسط الآلام ليس فقط الولادة الإلهية ولكن أيضًا الحراسة الإلهية.

قد تتساءل لماذا أنا خائف بالرغم من كوني مؤمنًا، اليست حولي حراسة إلهية، ألا يقاتل عني الرب، الم يطلب الرب من أجلي لكي لا يفنى إيماني؟ هل هذه القوة الإلهية ليست لي، لماذا لا أتمتع بها؟  كلا إنها لك، ولكن تذكر أننا ننال هذه الحراسة بالنعمة إلا أننا نتمتع بها بالإيمان.

إن «كلام الرب كلام نقي كفضة مصفّاه في بوطة في الارض ممحوصة سبع مرات» (مزمور 12: 6).  لذلك يقول الرسول بطرس أنتم الذين بقوة الله محروسون بإيمان.  نحن لا نتمتع ببركات كلمة الله دون أن نصدقها ونؤمن بها.  أتعرف لماذا فقدت كلمة الله قوتها بالنسبة لك؟! لأنك لم تمزجها بالإيمان.  يؤكد لنا ذلك الرسول بولس في رسالته إلى العبرانيين، إذ يقول «لكن لم تنفع كلمة الخبر أولئك إذ لم تكن ممتزجة بالإيمان في الذين سمعوا» (عبرانيين 4: 2).  من هم أولئك؟  إنهم من ساروا مع موسى «الذي قبل أقوالاً حية» (اعمال 7: 38).  وماذا كان مصير هؤلاء؟ «بأكثرهم لم يسرّ الله لأنهم طرحوا في القفر» (1 كورنثوس 10: 5) و «جثثهم سقطت في القفر» (عبرانيين 3: 17).  نعم أولئك أخذوا كلمة الله لكنها لم تنفعهم.  ليت هذه الآية (عبرانيين 4: 2) تخيفنا وتشجعنا أيضًا. 

الرب يسأل: «إن كنت تستطيع ان تؤمن. كل شيء مستطاع للمؤمن».  لتكن إجابتنا «اؤمن يا سيد فأعن عدم إيماني» (مرقس 9: 23، 24).  ولنطلب من الرب «زد إيماننا» (لوقا 17: 5).  عندما نتمتع بالإيمان، حينئذ نختبر اليقين في هذه الحراسة الإلهية.

الحماية من الخارج من الضغوط ليست كل ما في الأمر، إن هذه القوة تحمي من الداخل من الانهيار أيضًا، لذلك يقول الرسول بولس «من جهة هذا تضرعت إلى الرب ثلاث مرات أن يفارقني.  فقال لي تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل» (2 كورنثوس 12: 8، 9)، أي قد أسمح للشيطان أن يلطمك من الخارج ولكني لن أحميك من الخارج فقط،  يل سأقويك من الداخل أيضًا.
أنها قوة الله «القادر أن يحفظكم غير عاثرين ويوقفكم أمام مجده بلا عيب في الابتهاج» (يهوذا 24).  إنها قدرة الله التي تحفطنا دون أن نقع أو نركع أو ننحني.

مجدي صموئيل