Magdy Samuel

تأملات من "سلام وسط الآلام"

العلاج الثلاثي
3 - خلاص من الله (3)

ثالثًا:  هناك مكافأة على احتمال الألم.  نعم هناك نهاية وهناك تعويض ولكن يوجد ما هو أعظم: هناك مكافأة.  إنها لمن يحتمل التجربة «طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة. لأنه إذا تزكى ينال إكليل الحياة» (يعقوب 1: 12). لذلك يقول الرسول بولس «فإني أحسب أن آلام الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا» (روميا 8: 18) وأيضًا «خفة ضيقتنا الوقتية تنشئ لنا أكثر فأكثر ثقل مجد أبديا» (2 كورنثوس 4: 17)

يكلم الرسول بطرس المتألمين والمشتتين والمتغربين مساقًا بالروح القدس؛ فهو من كتب «لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس» (2 بطرس 1: 21)؛ قائلاً مادمتم متمتعين بهذا المزيج الثلاثي، ولادة من الله وحراسة من الله وخلاص من الله، لا تخافوا مما سيأتي من آلام.

أخي من جهة الماضي، إن كنت قد ولدت من الله، ثق أن الله قد محا ما مضي بل نسيه أيضًا فهو من قال «لأني أكون صفوحا عن آثامهم ولا أذكر خطاياهم وتعدياتهم في ما بعد» (عبرانيين 8: 12). 

من جهة الحاضر هناك حراسة إلهية «لا يدع رجلك تزل. لا ينعس حافظك» (مزمور 121: 3).  ثق أن الرب بنفسه يحرسك وإن كنت لا تراه.  فالكتاب لم يقل نحن نرى أن كل الأشياء تعمل معًا للخير، لأنك يا أخي لن تري الأشياء تعمل للخير، فأنت تراها تعمل للشر، ولم يقل نحن نشعر أو نظن أو نأمل أو نرجو أن كل الأشياء تعمل معًا للخير، لكنه قال «نحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معا للخير» (رومية 8: 28). إنها علم مسيحي حقيقي بداخلنا.  قد لا نفهم الآن لكننا نثق أننا سنفهم فيما بعد.  «لست تعلم أنت الآن ما أنا أصنع ولكنك ستفهم فيما بعد» (يوحنا 13: 7). 

أما من جهة المستقبل ثق أنه عن قريب سيأتي الرب ليغير شكل جسد تواضعنا وسيُنهي الألم والوجع والصراخ والدموع وستنتهي كل أتعابنا وأحزاننا، بل أيضًا سيعوضنا وسيكافئ كل نفس احتملت الألم بصبر وشكر وفرح.  لأنه قال طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة وليس للرجل الذي يصلي في التجربة أو الذي يدخل في التجربة، فالجميع يدخلون التجربة ولكن ليس الجميع ينالون أكاليل.  «طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة. لأنه اذا تزكى ينال إكليل الحياة الذي وعد به الرب للذين يحبونه» (يعقوب 1: 12).

أخي ليعطنا الرب عندما نتألم أو نتوجع أن نذكر أننا أولاده ولنا غلاوة على قلبه ونحن حدقة عينه.  كما أننا محفوظون ومحروسون بقوته القديرة.  ونحن لدينا رجاء وننتظر اليوم الذي سيأتي فيه ليأخذنا عنده وينسينا كل أحزاننا.

وأخيرًا يا أخي هل ولدت من الله؟ إنك لن تستطيع أن تتمتع بكل هذه البركات إن لم تختبر هذا العمل العظيم.  ليتك تصلي هذه الكلمات البسيطة "اللهم ارحمني أنا الخاطي".  وإن كنت قد اختبرت بالفعل هذا الاختبار فلتطلب من الرب قائلاً، إني أشتاق من جديد أن أرجع وأتذكر وأتمتع بالبركة الأولى، إني ابنك وغالى على قلبك. 

عزيزي القارئ إن ملخص العلاج هو هذه الكلمات البسيطة:
 لا تخف لأنك ابني
حتى وإن كنت لا ترى وإن لا تفهم لكني وضعت روحي فيك.
 لا تخف لأن كل شئ بإذني
وبسماح مني ولخيرك وطول الطريق أحفظك ولا يمكن ان تسقط شعرة من رأسك إلا بإذن مني
 لا تخف لأني سآخذك عندي
وسأنهي كل آلامك وأوجاعك مهما اشتدت قوتها.  وثق اني أعددت لك ميراث لا يفني ولا يتدنس ولا يضمحل.

مجدي صموئيل