Magdy Samuel

تأملات من "سلام وسط الآلام"

العلاج في ثلاث أفعال
الفعل الأول: نائلين (3)

عندما يقارننا الرسول بطرس بالملائكة نجد أننا أُخبرنا بأمور تشتهي الملائكة أن تطلع عليها.  الملائكة هم من بشروا الرعاة وقالوا «المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة» (لوقا 2: 14)؛ كما قيل عن الناموس إنهم أخذوه «بترتيب ملائكة» (أعمال 7: 53)، لكنهم لم يفهموا ولم يتمتعوا بما نتمتع به نحن. 

يكتب الرسول بطرس عن الملائكة في رسالته الثانية أيضًا قائلاً «لأنه إن كان الله لم يشفق على ملائكة قد أخطأوا بل في سلاسل الظلام طرحهم في جهنم وسلمهم محروسين للقضاء» (2 بطرس 2: 4)، فالله لم يشفق على الملائكة.  ولم يشفق على ابنه إذ يقول الرسول بولس عن الله إنه «لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين كيف لا يهبنا أيضًا معه كل شي» (رومية 28: 32).  كيف لمن بذل وأعطى ابنه لنا ألاَّ يشفق علينا؛ إنه المكتوب عنه أنه «يشفق على المسكين والبائس ويخلص أنفس الفقراء»   (مزمور 72: 13).  وهو من قال «إني أشفق على الجمع» (مرقس 8: 2).

أخي، لا تتذمر على ما سمح به الرب لك من حرمان أو ألم، حتى لا تعيش حزينًا؛ وتذَكَّر دائمًا أن غاية إيماننا ليس شفاء أجسادنا وليس راحة حياتنا بل خلاص نفوسنا.  وإن كنت تريد علاجًا لآلامك في هذه البرية، ضع عينك على ما نلته من بركات وأمجاد ولا تضع عينك على ما منعه الرب عنك من أمور زائلة؛ فأنت أخذت الغالي فلمَ لا تضحي بالرخيص.

عزيزي، إن الأنبياء كانوا باحثين والملائكة متطلعين، بينما نحن نائلون.  هل نلت هذا الخلاص؟  إن كان هذا الخلاص غاليًا وثمينًا في عينيك تستطيع أن تختبر القول «النفس الشبعانة تدوس العسل» (أمثال 27: 7).  وإن كنت قد نلت هذا الخلاص العظيم وأصبحت أبديتك مضمونة، تستطيع أن تقول مع الرسول بولس «لست أحتسب لشيء ولا نفسي ثمينة عندي» (أعمال 20: 24).  فعندما تتمتع بهذا النوال المبارك والغالي ترخص وتتضاءل آلامك أمام عينيك، ولن تخاف ممن يقتلون الجسد، كما قال سيدنا له كل المجد «ولا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها» (متى 10: 28)، لأنهم وإن قتلوا الجسد فالروح ستخلص لأنها خلصت بدم المسيح.

لم يُذكر الفعل "نائلين" سوى مرتين فقط في الكتاب المقدس؛ مرة ما أحلاها في هذه الرسالة ومرة أخرى ما أرعبها في رسالة رومية «نائلين في أنفسهم جزاء ضلالهم المحق» (رومية 1: 27).
أخي، أنا وأنت وكل البشر ننال شيئًا من اثنين، إما "نائلين غاية إيمانكم خلاص النفوس" أو "نائلين في أنفسهم جزاء ضلالهم المحق". فمنا من نال الخلاص الذي تكلمنا عنه بعد أن احتمى في دم المسيح وتاب وطلب الغفران، فنجا من الدينونة والعقاب؛ ومنا من لم يَنَلْ خلاصًا لأنه رفض أو ربما أهمل، لكنه سينال قريبًا.  سينال جزاء ضلاله ورفضه للخلاص العظيم المقدم مجانًا.  والاختيار متروك لنا.

مجدي صموئيل