Magdy Samuel

تأملات من "سلام وسط الآلام"

العلاج في ثلاث أفعال
الفعل الثاني:
منطقوا (3)

تكلم الرسول بطرس كثيرًا عن الصحو والسهر، فهو من قال أيضًا «وإنما نهاية كل شيء قد اقتربت. فتعقلوا واصحوا للصلوات» (1بطرس 4: 7).  لماذا تكلم الرسول بطرس عن الصحو أكثر من الكل؟! 
لأنه أكثر من نام وأخطأ نتيجة للنوم.  فقد نام على جبل التجلي.  «وأما بطرس واللذان معه فكانوا قد تثقلوا بالنوم.  فلما استيقظوا رأوا مجده والرجلين الواقفين معه.  وفيما هما يفارقانه قال بطرس ليسوع "يا معلّم جيد أن نكون ههنا.  فلنصنع ثلاث مظال.  لك واحدة ولموسى واحدة ولإيليا واحدة".  وهو لا يعلم ما يقول» (لوقا 9: 32، 33).  لقد أخطأ بطرس بالقول عندما تثقل بالنوم. 

وقد نام أيضًا في البستان قبل صلب المسيح، حتى إن الرب يسوع عاتبه قائلاً له: «يا سمعان، أنت نائم! أما قدرت أن تسهر ساعة واحدة؟» (مرقس 14: 17).  ثم أخطأ أيضًا إذ استل سيفه وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه اليمنى. 

ونام بطرس أيضًا على السطح. «فجاع كثيرًا واشتهى أن يأكل.  وبينما هم يهيئون له وقعت عليه غيبة  ... وصار إليه صوت قم يا بطرس اذبح وكل فقال بطرس كلا يا رب لأني لم آكل قط شيئا دنسًا أو نجسًا.  فصار إليه أيضا صوت ثانية ما طهره الله لا تدنسه أنت» (أعمال 10: 10 – 15).  لقد رفض بطرس ما قدمه له الرب من طعام قائلاً "كلا يا رب".  كيف قال للرب "كلا"! وهنا أخطأ بطرس مرة آخري. 

وفي السجن أيضًا نام بطرس. «وإذا ملاك الرب اقبل ونور أضاء في البيت.  فضرب جنب بطرس وأيقظه» (أعمال 12: 7). وإذا قارنا بطرس مع الرسول بولس عندما دخل السجن سنجد أن الرسول بولس لم ينم.  «ونحو نصف الليل كان بولس وسيلا يصلّيان ويسبحان الله والمسجونون يسمعونهما»  (أعمال 16: 25).  قد جرب بطرس النوم وما ينتج عنه من أخطاء كثيرة ولهذا حذرنا كثيرًا من النوم الروحي. 

ليحمِنا الرب من هذا النوم الروحي، لأنه الوقت الذي يستطيع فيه إبليس أن يدخل إلى أذهاننا أفكاره الماكرة ليشتت أذهاننا.  العدو يأتي ليلاً والناس نيام، إذ يقول الكتاب: «وفيما الناس نيام جاء عدوه وزرع زوانًا في وسط الحنطة ومضى» (متي 13: 25).  لذلك يحذرنا الرب من إبليس وأفكاره من خلال الرسول بولس قائلاً: «أخاف أنه كما خدعت الحية حواء بمكرها هكذا تفسد أذهانكم عن البساطة التي في المسيح» (2 كورنثوس 11: 3).

فلنتعلم من أيوب اليقظة الروحية للذهن، حين أتت إليه أقرب من له، زوجته، وهو متألم ومتوجع، مشككة إياه في صلاح وأمانة الرب معه قائلة له: «أنت متمسك بعد بكمالك.  بارك الله ومت»، لكنه لم يتأثر ولم ينخدع بكلامها وأفكارها، فأجابها واثقًا من أمانة إلهه معه قائلاً: «"تتكلمين كلاما كإحدى الجاهلات.  أالخير نقبل من عند الله والشر لا نقبل."  في كل هذا لم يخطئ أيوب بشفتيه» (أيوب 2: 9، 10).

مجدي صموئيل