Magdy Samuel

تأملات من "كتاب ممن أخاف"

الباب الأول: 2

أول خائف في التاريخ
مثال من الكتاب للخوف الأول "غضب الله"

متى وُلد الخوف؟! 
متى شعر الإنسان بالخوف لأول مرة في تاريخ البشرية؟! 
كان ذلك في جنة عدن، حينما خاف آدم من الله، وقال: «سمعت صوتك في الجنة فخشيت لأني عريان فاختبأت» (تكوين3: 10). 
فآدم لم يخف الظلام عندما أقبل المساء عليه لأول مرة، ولم يخف من وحوش الأرض ودبابات البرية، بل أخضعها وتسلط عليها ودعاها بأسمائها.  كما أنه أيضا لم يخف من الوحدة، مع أنه لم يكن جيدًا أن يكون وحده، قبل وجود حواء معه. 
نعم لم يخف الظلام أو الوحوش أو الوحدة، ولكن خاف عندما سقط وأخطأ، فحاول أن يستر نفسه هو وامرأته بأوراق التين، واختبأ من وجه الرب الإله في وسط شجر الجنة. 
ولكن ممَ خاف آدم ولماذا خاف آدم؟! 
لقد خاف آدم من صوت الله! 
فمع أن صوت الله يريح المتعبين ويطمّئن الخائفين، وكان في الماضي يمنح آدم السلام والسكينة، لكنه الآن صار يخيفه ويرعبه!!  فعندما يسقط الإنسان يخاف من الله، ويعذبه صوت الله في داخله وضميره. 

وهنا نجد ثلاثة أسباب لخوف آدم:
أولاً: خاف عندما عرف أنه عريان وأدرك أنه مذنب. 
• أي الشعور بالذنب وعذاب الضمير. 
ثانيًا: خاف لأنه انفصل عن الله ولم يعُد يستطيع الشركة معه.
• أي الشعور بالرفض من الله والوحدة والضعف. 
ثالثًا: خاف لأنه يدرك أن أجرة الخطية هي موت، وأنه موتًا يموت بسبب سقوطه.
• أي انتظار عقاب الله وحصاد الخطية. 
وهذه الأسباب الثلاثة: المذنوبية أمام الله، والرفض من الله، وانتظار عقاب الله؛ تجعل الإنسان يتعذب من الخوف، حتى ولو كان في جنة عظيمة كجنة عدن! 

إن الخطية هي السبب الرئيسي لمخاوفنا، نتيجة لآثارها وانتظار عقابها. 
والعلاج الأكيد لكل مخاوفنا هو أن نتبرر بالإيمان فيكون لنا سلام مع الله.

 

الخوف من الله يرعب الإنسان، ولكن خوف الله يملأ قلبه سلامًا ويقينًا

مجدي صموئيل