Magdy Samuel

تأملات من "سلام وسط الآلام"

العلاج الثلاثي
2 - حماية من الله (1)

إيماننا بالولادة الجديدة وتمتعنا بها هو الجزء الأول من العلاج، وليس العلاج الكامل.  لذلك في عدد 5 من الأصحاح الأول يقول الرسول بطرس «أنتم الذين بقوة الله محروسون بإيمان» (1 بطرس 1: 5)؛ يوجد شئ آخر لنتمتع به؛ فنحن لم نولد من الله لنترك منه لهذا العالم ليفعل بنا ما يشاء.  الولادة من الله تحل مشكلة ماضينا التعس، وماذا عن حاضرنا؟! 

عن الحاضر لا يقول الرسول بطرس إننا محروسون بقوة من الله، بل بقوة الله، إنها قوة الله نفسه. نحن لم نأخذ ولادة من الله فقط نحن لدينا حراسة من الله.  هناك حراسة من الله لذلك ثق أخي القارئ لأنه «يسقط عن جانبك ألف وربوات عن يمينك. إليك لا يقرب» (مزمور 91: 7).  إنها حراسة مُحكمة وشديدة، لذلك يعترف بها الشيطان نفسه، قائلاً للرب عن أيوب «أليس أنك سيّجت حوله وحول بيته وحول كل ما له من كل ناحية» (أيوب 1: 10).

أخي، قد تتساءل لماذا أمرض ولماذا يضعف جسدي ولماذا هناك مشاكل في عائلتي وضغوط في عملي، بالرغم من وجود هذه الحراسة الإلهية؟  أخي نحن دائمًا نرى وننظر إلى ما ينفذ من السياج الإلهي بسماح من الله وبإذن منه، ولا نرى ما منعه عنا السياج.  نعم هناك آلام ولكننا لا نتمتع بتقوية من الداخل فقط، نحن لدينا حراسة إلهية من الخارج أيضًا. 

من خلال اختبار أيوب نستطيع ان نرى الحماية الخارجية بوضوح حين اعترف الشيطان بها قائلاً أليس انك سيّجت حوله؟ كما نراها أيضًا بكل وضوح مع يعقوب عندما أتى إليه لابان قائلاً «في قدرة يدي أن أصنع بكم شرًا. ولكن إله أبيكم كلمني البارحة قائلا احترز من أن تكلم يعقوب بخير أو شر» (تكوين 31: 29).  لم يمنع الله لابان من أن يؤذى يعقوب أو يصنع به شرًا فقط، لكنه أيضًا حذره حتى من التكلم إلى يعقوب؛ فكل ما يصل إلينا حتى من كلمات هو بسماح من الله، ولا يمكن لشئ لم يأذن به الرب ان يصل إلينا.

نحن لدينا حراسة تطمئنا وتشجعنا فنستطيع أن نقول مع داود «الرب نوري وخلاصي ممن اخاف. الرب حصن حياتي ممن ارتعب»  (مزمور 27: 1).

مجدي صموئيل